حدوتة مصرية !

يستغرب كل من تابع التطورات السياسية بلاد الكنانة من قدرة المصريين على إبداع الشعارات وعقد المقارنات بين مختلف الأسماء والجهات التي طبعت الحياة السياسية لمصر عبر التاريخ، كما تجلت هذه القدرة في تحويل حدث الانتخابات الرئاسية إلى مسلسل شيق حافل بالتحولات الدرامية المتسارعة.
وكما هو الأمر في المسلسلات المصرية، تفوق المصريون في صنع ملحمة تحول في رمشة عين، إذ تحول "الريس بطل الضربة الجوية" إلى "سجين تأبيدة" ينتظر زيارة "ماما سوزان" في البارلوار، وأصبح مرسي" وش التخشيبة" أول رئيس منتخب في تاريخ أمة تعودت على حكم الفراعنة والعسكر.
الآن هناك رئيس محسوب على الإخوان في مصر، سيكون عليه أن يواجه من جملة التحديات كسب ثقة "الفلول" الذين حصلوا على ما يزيد على 48 في المائة من الأصوات، وكذا تحرير الميدان من الاعتصام، واستعادة ثقة الناس في الدولة وفي الاقتصاد، والقطيعة مع أجواء الثأر والانتقام.
المهمة لن تكون سهلة، لأن حركات الشباب التي فجرت 25 يناير وجماعة 6 أبريل، ستصحو قريبا من سكرة الفرحة لتعلن مرة أخرى أن "الثورة لم تحقق كل أهدافها" والبقية معروفة.
على كل حال، نتمنى لمصر أن تستعيد عافيتها، لكن علامات الاستفهام المطروحة حول ما يسمى ب"الربيع العربي" تدفع إلى التخوف من أن يكون الأمر كله مرتبطا بمخطط / صفقة لتصريف الأزمة المالية العالمية على حساب عالم عربي تحكمه العواطف ويغيب عنه العقل.
لندع الحكم للمستقبل…وإن غدا لناظره قريب.

محمد مشهوري