الأخبار

جرائم تسائلنا

محمد مشهوري:

ضحايا بالجملة من عائلة واحدة بتيزي نيسلي في جريمة قتل…زوجة تقتل زوجها بعد شهر ونصف من الزواج لتعاود كرة الغرام مع عشيقها…لعلعة رصاص بالقنيطرة ترسل زوجة ووالديها إلى المقبرة وتزج بطفلين في عالم اليتم والضياع والشعور المزمن بعقدة لا تنحل…واللائحة طويلة.

هذه الجرائم المهولة تهز قلوبنا، لكن اهتزاز الوجدان لا يكفي لأنه لن يوقف شلال الدم المراق بدم بارد، بل هي تسائلنا جميعا وتفرض علينا الاستماع إلى ناقوس الخطر.
إن الجريمة ليست وليدة اليوم، بل ابتدأت بقتل قابيل لهابيل، لكن العزوف عن بحث مسببات تفاقمها ينذر بالكارثة.
أكيد أن ثمة أشياء تغيرت في محيطنا…تراجعت القيم، انتشر فيروس العدوانية وتفاقم الحقد بين الناس، وتأثرنا بمحيط عالمي مضطرب فتحته التكنولوجيا أمام أعيننا.
المفترض في الدولة الحامية للقيم ألا تلقي بالجمل بما حمل على رجال الأمن، بل عليها أن تعود إلى المختصين في العلوم الإنسانية كعلم النفس وعلم الاجتماع، من أجل سبر غور المجتمع واستنتاج الخلاصات حول دوافع انتشار الجريمة في تجليات جديدة غير مسبوقة. مفترض أيضا اعتماد أسلوب الملاحظة في مقرات عمل المصالح ذات الحساسية، لأن حدوث أدنى طارئ في سلوك العاملين بها جدير بالتدخل الاستباقي قبل وقوع الفأس في الرأس.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى