الأخبار

ثمة خلل ما !

يحرص كاتب هذه السطور، قدر المستطاع، على النأي بنفسه عن الخوض في الجدل العقيم أو تلقين الدروس لأي كان، لإيمانه بأن "المربي من عند ربي"، لكن يهوي هذا الحرص أمام تنامي العبث وفقدان البعض للبوصلة.

الحديث هنا عن النهج الذي تسير عليه بعض المنابر الإعلامية، والذي يقوم على الإثارة و"تخلاط شعبان برمضان". والخطير في هذا النهج أن أصحابه يعتقدون بأن "الجرأة" الزائدة عن الحدود، ممارسة لحرية التعبير.

نعم، لا أحد يجادل في كون الحرية هي المبدأ الذي لا يمكن التراجع عنه أبدا، إلا عدم اقتران الحرية بالمسؤولية، يحولها إلى فوضى وإلى عبث.

أمر جد عاد أن تتطرق الصحافة إلى قضايا رأي عام وطني أو محلي، ومن حقها أن تواكب مسار النزاعات التي تحدث بين المواطنين، من منطلق أن كل مواطن مسؤول عن تصرفاته ومطالب بالخضوع لسلطة القضاء، لكن ما لا يستساغ بتاتا هو الاستغلال الخبيث ( لا أجد غير هذا النعت) لما يمكن أن نسميه مجازا "الوضع الاعتباري" لبعض الأشخاص أو عامل القرابة من أجل إقحام من ليس له في النزاعات أي دخل.

إن منطق "فين ودنك…هاهي" لم يعد مقبولا في ظل المغرب الجديد، وعلى إعلامنا، بالدرجة الأولى، التحلي بقدر كبير من المسؤولية والابتعاد عن أسلوب" إسقاط الطائرات" لكل غاية مثيرة.

وصدق المثل المصري القائل " ن كان حبيبك عسل ما تلعقوش كلو" !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى