توقيع اتفاقيات للنهوض بتكوين مربي ومربيات التعليم الأولي والإدماج الاقتصادي للطلبة
تم، الجمعة بالرباط، توقيع مجموعة من الاتفاقيات تتعلق بوضع منظومة للتكوين والإدماج المهني للمربين والمربيات في مجال التعليم الأولي، وتعزيز مواكبة خريجي جامعة محمد الخامس بالرباط قصد تحسين قابلية تشغيلهم.
وأفاد بلاغ لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بأنه تم، بهذه المناسبة أيضا، توقيع اتفاقيات شراكة ثنائية بين الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات وكل من مؤسسة “زاكورة” للتربية والتكوين والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي وجامعة محمد الخامس والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة كل على حدة.
وأشار المصدر إلى أن توقيع هذه الاتفاقيات، الذي جرى خلال حفل ترأسه الأخ سعيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، ومحمد أمكراز، وزير الشغل والإدماج المهني، بحضوريوسف بلقاسمي، الكاتب العام لقطاع التربية الوطنية، ومحمد غاشي، رئيس جامعة محمد الخامس، ويحيى عوكاش، المدير العام بالنيابة للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، ومحمد أضرضور، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة، يأتي تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية المتعلقة ب “اعتماد شراكات بناءة بين مختلف الفاعلين المعنيين بقطاع التربية والتكوين، ولاسيما في ما يتعلق بالتعليم الأولي والإدماج الاقتصادي.
وتشكل هذه الاتفاقيات، وفق البلاغ، ثمرة عمل مشترك بين مختلف الفاعلين من قطاعات وزارية ومؤسسات عمومية وجامعية وفاعلي المجتمع المدني، تنطلق من مقاربة طموحة تعكس الانشغال بإعداد الأجيال القادمة، من خلال توفير تعليم أولي يضمن انفتاحا وإعدادا جيدا للطفل المغربي على المدرسة في سن مبكرة، وكذا تعزيز آليات المواكبة لفائدة الطلبة الجامعيين في مسارهم نحو الاندماج الاقتصادي سواء نحو التشغيل المؤجر أو التشغيل الذاتي وريادة الأعمال.
وتروم الاتفاقية الإطار للشراكة في مجال تكوين وإدماج مربي ومربيات التعليم الأولي، والتي تجمع بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الشغل والإدماج المهني وفدرالية التعليم الخاص (الاتحاد العام لمقاولات المغرب)، والاتفاقية بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط – سلا- القنيطرة والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، تحديد إطار عام للشراكة لوضع منظومة وطنية وأخرى جهوية لتكوين وإدماج مربي ومربيات التعليم الأولي، يستفيد منها حاملو الشهادات بهدف الرفع من جودة التعليم الأولي والارتقاء بالقدرات المهنية للموارد البشرية العاملة في هذا المجال.
أما الاتفاقيتان المبرمتان بين الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي من جهة وبين الوكالة الوطنية ومؤسسة “زاكورة” للتربية والتكوين من جهة ثانية، فتهدفان إلى إنشاء إطار شراكة لمواكبة المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، من خلال تمديد نشاطها عن طريق تلبية احتياجاتها من الموارد البشرية وعبر برنامج “أكاديمية التعليم الأولي” المخصص لتكوين وإدماج 9000 مرشح بحلول 2023، بمعدل 3000 مرب ومربية سنويا ضمن الاتفاقية الأولى. فيما تهم الاتفاقية الثانية تكوين وإدماج 1200 مرشح بحلول عام 2023، بمعدل 400 مرب ومربية سنويا.
من جانب آخر، يضيف البلاغ، ترمي الاتفاقية الإطار بين الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات وجامعة محمد الخامس إلى تعزيز المواكبة الموجهة لخريجي جامعة محمد الخامس قصد تحسين قابلية تشغيلهم وتوجيه مسارهم نحو مهن أكثر استدامة وتحديد التوجهات والاستجابات الملائمة لاحتياجات الخريجين الشباب من أجل إدماجهم الاقتصادي والمهني، وكذا المساهمة في بلورة مشاريع مبتكرة، لاسيما في المجالات الرقمية والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى إحداث وكالة جامعية رقمية لإنعاش التشغيل والكفاءات وتقديم خدمات القرب.
وبموجب الاتفاقيتين الموقعتين بين جامعة محمد الخامس والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، سيتم تحديد إطار اتفاقي يرمي إلى تقوية الشراكة بين الطرفين، بغية إحداث وكالة جامعية رقمية، وتنزيل برنامج للمواكبة والتتبع البعدي لحاملي المشاريع الجدد وكذا تقوية قدراتهم.
وفي كلمة بالمناسبة، استحضر الأخ أمزازي المنجزات المحققة في إطار تنزيل البرنامج الوطني لتعميم وتطوير التعليم الأولي، الذي تم إعطاء انطلاقته تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في يوليوز 2018، تحت شعار “مستقبلنا لا ينتظر”، معتبرا أنها لم تكن لتتحقق لولا المقاربة التشاركية التي نهجتها الوزارة، والقائمة على أساس مساهمة كل الفاعلين المؤسساتيين وجمعيات المجتمع المدني.
وبعد أن لاحظ الوزير أن التحديات والرهانات كبيرة لإرساء تعليم أولي منصف وذي جودة، وأن الصعوبات والإكراهات متنوعة، أكد في الوقت نفسه القدرة على تحقيق رهان تعميم التعليم الأولي والارتقاء بجودته قبل الآجال المحددة لذلك، في ظل استمرار ومواصلة انخراط مختلف الفاعلين والشركاء من القطاعات الحكومية المعنية والقطاع الخاص وجمعيات المجتمع المدني، مما من شأنه إنجاح هذا الورش الوطني الكبير.
من جانبه، ذكرأمكراز بالمجهودات الكبيرة التي يبذلها المغرب للنهوض بالتعليم بجميع مستوياته وجعله قاطرة للتنمية الاقتصادية ومحركا أساسيا لتطوير الرأسمال البشري، مؤكدا على أهمية الانخراط المجتمعي والمؤسساتي المتكامل لإنجاح مثل هذه المبادرات والمشاريع الهادفة والبناءة، وفق البلاغ.
وأكد الوزير أن التوقيع على الاتفاقية – الإطار للشراكة المتعلقة بوضع منظومة في مجال “تكوين وإدماج مربي ومربيات التعليم الأولي” تعد من أهم آليات إطلاق مشروع التعليم الأولي، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، مشيرا إلى تعزيز هذا الاطار باتفاقيات شراكة بين كل من الوكالة الوطنية لانعاش التشغيل والكفاءات ومؤسسة “زاكورة” من جهة والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي من جهة أخرى.
وشدد، في السياق ذاته، على أهمية الشراكة من خلال التجربة النموذجية مع جامعة محمد الخامس بالرباط والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، والتي ستمكن من خلق جسر حقيقي بين الطالب وسوق الشغل، واختصار مسافات وفترات عدم فهم آليات سوق الشغل.
وأشار البلاغ إلى أنه تم تنظيم لقاء علمي بمناسبة توقيع هذه الاتفاقيات، شكل فرصة للنقاش وتبادل الآراء حول سبل دعم التشغيل الذاتي وروح المقاولة، من خلال المواكبة الجيدة ولاسيما المواكبة البعدية لحاملي المشاريع والآليات الكفيلة بمساعدتهم على تجاوز صعوبات الانطلاق لمشاريعهم الاقتصادية.