الأخبار

تنويم مغناطيسي

محمد مشهوري

مرت أزيد من أربعة أشهر على إجراء المغرب لانتخابات 25 نونبر السابقة لأوانها، ومع ذلك، هنالك ثمة شعور بأن المجتمع عامة والنخبة السياسية بشكل خاص لم يستطيعا بعد تجاوز هذه اللحظة الانتخابية التي شكلت منعطفا مفصليا في تاريخ الحياة السياسية الوطنية، وبالتالي يبدو الأمر شبيها ب"بيات شتوي" في سنة جافة المناخ.
كديمقراطي مؤمن بميكانيزمات الممارسة السياسية، أعتبر أن تغير ميولات الناخب لدواع قد تكون "عقابية" أو مرتبطة بالتماهي مع خطاب وممارسة جديدين، أمرا جد طبيعي يحدث في أعرق ديمقراطيات الأرض، لكن ما لايبدو لي طبيعيا هو حالة "التنويم المغناطيسي" التي أفقدت عددا من الفاعلين السياسيين القدرة على المبادرة وأدخلتهم إلى قاعة الإنتظار، ينتظرون مع جموع المنتظرين من عموم الشعب الذي قد يأتي وقد لا يأتي.
إن السياسة احتراف شأنها في ذلك شأن كرة القدم. فالمدرب لا يرتكن إلى الراحة بعد خسارة فريقه لمقابلة ما، بل يستعد لباقي الأدوار بخطط جديدة ولم لا لاعبين جدد. لا يهم إن ضاعت منه الكأس، سيعوضها بالبطولة.
إن تطلعات المغاربة إلى تغيير واقعهم بالملموس من خلال إجراءات واقعية تحسن معاشهم وسكنهم وصحتهم وتعليم أبنائهم، في حاجة إلى الشفاء من مفعول "السماوي" الذي غشي العقول قبل العيون.
كفانا "تبنيجا" !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى