الأخبار

تكريم بلغة المستقبل

محمد المشهوري

كان تكريم الأخ محند العنصر، أمين عام الحركة الشعبية ووزير الدولة وابن جهة فاس – بولمان، حدثا متسما بنكهة خاصة، عاينها كل من عاين أجواء هذا الحفل الذي نظم بفاس، العاصمة العلمية والروحية للملكة، بمبادرة من “مؤسسة روح فاس” و”جمعية فاس سايس”.
الشهادات التي قيلت في حق أخينا الأكرم محند العنصر من طرف شخصيات من أطياف متعددة، جعلت المقربين منه الذين يعايشونه على مدار اليومي، يكتشفون ميزات وسجايا ومهارات أخرى لهذه الشخصية، التي عودتنا على العمل بصمت وتواضع ونكران للذات ومنجزاتها.
وقد أحسست، يوم التكريم في فاس، أن كل من حضروا كان يتمنون لو سمح لهم المجال والزمن، بإلقاء شهادات عفوية في حق هذا الرجل.
بالعفوية نفسها، أشارككم، بشذرات لن توفي أميننا العام حقه، ولكنها بصمت الصورة العامة في ذهني عن شخصية تكمن قوتها في حسن الإصغاء وتقبل كل الآراء والتسامح مع الآخرين مهما كانت أخطاؤهم وزلاتهم.
وأبدأ بالحس التواصلي للرجل، حيث يشهد نساء ورجال الإعلام، من مختلف المنابر والحساسيات، أن هاتفه الشخصي دائما مفتوح ولا يتوانى عن الرد، بل يحرص على الاتصال بكل رقم، وهو سلوك حضاري نابع من إيمان عميق بأن الشخصيات العمومية مطالبة بالتواصل مع الآخرين وبعدم التملص من الرد عن كل سؤال أو استفهام.
السلوك نفسه يطبع تعامل الأخ العنصر بإخوانه وأخواته في الحزب، يستمع إلى الجميع بدون إقصاء أو تمييز، ويتجاوب مع كل مبادرة تحمل نية الخير لهذا الوطن.
ولأنه عصامي، لا يستصغر الآخرين أبدا،بل يشعرهم كل المتعاملين معه بالارتياح الفكري. سمة أخرى تميزه: تغليب حسابات الوطن على كل الحسابات ،حزبية كانت أم شخصية. يشجعنا على الطموح المشروع المبني على الكفاءة والمقدرة، ونستشعر أنه يريدنا فريقا منسجما متكاملا.
في حفل التكريم قال السيد محمد القباج عن الأخ العنصر بأنه رجل الكفاءة والحوار والعمل في صمت، وقال عنه السيد محمد غرابي بأنه شخصية وطنية خبرت الميدان ودافعت عن الثقافة الأمازيغية بروح مغربية، وقالت عنه الفنانة لطيفة أحرار إنه يعشق، دون باقي الرموز الحزبية والألوان، الأخضر والأحمر.
من أجل هذين اللونين وما يرمزان إليه، نستشرف جميعا ما تتطلبه منا المرحلة المقبلة، معتبرين أن التكريم الذي قاسمنا إياه أميننا العام، هو تكريم لأجل المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى