الأخبار

تفكير وتكفير

محمد مشهوري:

هي الحروف نفسها، وإن اختلفت في الترتيب، إلا أن هذا الاختلاف يسطر الخط الفاصل بين عقليتين تتصارعان. الأولى تريد للبلاد السير على درب التقدم ومواكبة مستلزمات العصر والتحولات المتسارعة التي يعرفها عالمنا، أما الثانية فتسعى إلى جر عجلة الزمن إلى الوراء والرجوع بالبلاد إلى الأزمنة الحجرية.

التفكير منطقه إعمال العقل والاعتراف بحق الإنسان في الحرية المسؤولة التي لا تعني إقصاء الأخر أو حرمانه من حقه في الاختلاف. 
التكفير لا منطق له، بل هو خاضع لمزاج أصحابه ولفهمهم المحدود للنصوص الدينية واختزالهم للعقيدة كمنبع لزرع العنف وبث الكراهية، في حين أن الدين في أصله وأسباب نزوله رحمة وتسامح وتوادد بين بني البشر.
لقد تقدمت مجتمعات يتعايش فيها الإيمان مع باقي اختيارات الحياة، لأنها اقتنعت أن المعتقد شأن بين الخالق والمخلوق، بينما تخلفت عن ركب الحضارة مجتمعات عادت إلى محاكم التفتيش وتحول فيها الجهلاء إلى رقباء على الأفئدة.
علينا أن نوقف هذا النقاش العبثي ونتجه إلى البناء وإعمار الأرض التي هي المهمة الأساسية للإنسان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى