Non classé

تفاعلات مدونة السير تسرق الأضواء في أول جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين برسم الدورة الربيعية

تركزت إحاطات الفرق النيابية بمقتضى الفصل 28من النظام الداخلي في مستهل أول جلسة للأسئلة الشفوية منذ افتتاح الدورة التشريعية الحالية على موضوع الإضراب الذي يعيشه قطاع النقل، والذي شل الحياة الاقتصادية والاجتماعية كاد أن يؤدي إلى فتنة اجتماعية وخيمة العواقب، حيث طالت الانعكاسات ارتفاع أثمان المواد الاستهلاكية جراء ضعف تزويد الأسواق باحتياجاتها.
وقد أجمعت الفرق المتدخلة بهذه المناسبة على إدانة الكيفية التي تعاملت بها الحكومة مع الموضوع من خلال تجاهلها لاحتجاجات المهنيين وكل من يملك عربة على مشروع قانون مدونة السير المستوردة شكلا ومضمونا من بلدان ليست هي المغرب على كل المستويات . وقد اعتبر البعض قرار رئيس مجلس المستشارين بتوقيف مناقشة المشروع مجرد امتصاص للغضب وتلافيا لتأثيره على الاستحقاقات المقبلة.
وفي هذا السياق تمحورت إحاطة الأخ إدريس مرون الذي ذكر بمصادقة مجلس النواب على مشروع قانون رقم 05-52 يتعلق بمدونة السير على الطرق يوم 22 19 يناير 2009 وأحيل بعد ذلك على مجلس المستشارين، مضيفا أن الفريق الحركي أكد على ضرورة فتح حوار مسؤول من جديد مع مختلف مهنيي قطاع النقل قبل البدء في مناقشة المدونة في مجلس المستشارين ، حيث تفهم الفريق مطالبهم المشروعة وفتح معهم قنوات التواصل وأبدوا رفضهم لهذا القانون كما صادق عليه مجلس النواب، وألحوا على ضرورة متابعة الحوار والنقاش حوله وهو الموقف الذي تجاوب معه الفريق.
إلا أن الحكومة وأغلبيتها داخل المجلس وخصوصا إحدى الفرق البرلمانية -يضيف الأخ مرون- استعملت مختلف الأساليب التي تمس بقدسية المؤسسة التشريعية ومارست ضغوطات غير مسبوقة لتمرير هذا القانون كما جاء من مجلس النواب، ضاربة بعرض الحائط المقتضيات القانونية اللازمة تطبيقها أثناء مناقشة مشاريع القوانين داخل اللجن الدائمة، إذ وصل الأمر إلى تهديد وسب وشتم ومحاولة ضرب رئيس لجنة المالية والتجهيزات والتخطيط والتنمية الجهوية الذي ينتمي إلى الفريق الحركي أمام أنظار ومسامع أعضاء اللجنة، لا لشيء إلا لأنه تشبث كرئيس اللجنة بتطبيق مقتضيات القانون الداخلي للمجلس بحذافيره.
ومباشرة بعد هذا الحادث، أكد الأخ مرون، دعا الفريق إلى تعليق دراسة مدونة السير استجابة لمطالب النقابات المهنية لقطاع النقل التي دخلت في إضراب شامل شل الحركة الاقتصادية بالبلاد وألحق خسائر فادحة بمختلف القطاعات الحيوية وتضرر الأفراد والجماعات دون أن تتفاعل الحكومة مع ما يحدث من حولها في الشارع.
واعتبر الأخ ريس الفريق أن هذه المناسبة أظهرت بجلاء جدوى وجود مجلس المستشارين وأبانت عن قدرته على حل إشكاليات المغرب الكبرى، إذ لم تفته الفرصة دون التنويه بموقف رئيس مجلس المستشارين الذي تجاوب مع إلحاح الفريق الحركي و فرق المعارضة ومع ضغط الشارع بإعلانه تعليق مناقشة هذا المشروع الذي يهم الراكب والراجل، الصغير والكبير، الاقتصاد والمجتمع والأمن إلى حين التوافق بشأنه.

عبد الرحمن بوحفص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى