الأخبار

تعليمنا المجني عليه !

محمد مشهوري:

المغاربة شعب صبور يحتمل كل الشدائد والمحن، سواء كانت ربانية أم من فعل البشر، لكنه لا يحتمل أن يزج بأبنائه من الأجيال الصاعدة في أتون المجهول وجعلهم كالفئران في مختبر لتجريب الوصفات.

المغربي يحتمل الزيادة في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، أما الكماليات فيحلم بها في الحياة الأخرى، لكن صبره ينفد حين يتعلق الأمر بفلذات الأكباد.
"المغربي كيموت على بلادو وعلى ولادو". من أجل البلاد قدم أجدادنا وآباؤنا الأرواح وبذلوا التضحيات الجسام من أجل الحرية والاستقلال، ولايزال الخلف يبرهن عن الصمود في الدفاع عن وحدة التراب، إلا أننا نشعر بالأسى لأننا كونا جيلا يائسا محبطا و"مشرملا"، بسبب الخلل المزمن في منظومتنا التربوية والتي سقطت بالضربة القاضية منذ عرب الراحل عز الدين العراقي مقرراتها، مرسخا بذلك تعليما طبقيا صارخا.
لقد تراجع مستوى التعليم منذ أواخر الثمانينات، وتفاقم الوضع بتعاقب خريجي جامعات لا يتقنون أي لغة من اللغات الحية.
النتيجة، هي أن عددا من الآباء والأمهات، أصبحوا يكرهون أنفسهم وكادوا يكفرون بالوطن، وهم يرون تردد أبنائهم في قبول مصروف الجيب الهزيل، في انتظار الفرج الذي قد يأتي أو لا يأتي.
المحظوظون هم أبناء الخطاب الحربائي، الذين درسوا في مدارس البعثات والمدارس العليا الأجنبية، في حين تركت للسواد الأعظم ملهاة التعليم العمومي الذي أنتج ضحايا التعريب وما جاوره من إجراءات طبقية، علما أن المدرسة العمومية قبل تعرضها لعملية "المسخ الإيديولوجي" ساهمت في الارتقاء الاجتماعي لأبناء البسطاء.
التعليم قنبلة موقوتة.. عجلوا بإبطال مفعولها قبل فوات الأوان ! 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى