الأخبار

تصور عقلاني وعصري لتدبير الشأن الحزبي الحركياعتماد الاشتغال بروح الفريق على الملفات

على مدى السنين، لم نسجل، في الحركة الشعبية، أدنى موقف انزعاج مما تكتبه الصحافة الوطنية، بمختلف تموجاتها، عن مسيرة حزبنا، بل، على العكس، لا نخفي اعتزازنا باهتمام منابر نؤمن بدورها كسلطة رابعة بمستجدات الحزب، بغض النظر عن التعليقات التي تبقى حرة، مادامت قدسية الخبر تحترم.
بشكل خاص، عشنا، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، “ماراطونا” شبه يومي، من خلال تركيز الصحافة على الحياة الداخلية للحركة الشعبية. وقد حرصنا، من خلال، الهواتف المحمولة المفتوحة لمسؤولي الحزب، على الرد على مكالمات الصحافيين من كل المنابر الزميلة، مستقلة كانت أم حزبية، لأننا لا نعتبر الشأن الحزبي الحركي سرا من الأسرار، ما دمنا نؤمن بأن رسالتنا عمومية وتهم الرأي العام، وجزء هام منه يقيد أعناقنا بثقته في مختلف الاستحقاقات الديمقراطية، بل ومن ثقته نستمد قوتنا والمصداقية والعزم على الوفاء بالتزاماتنا.
بشكل أكثر خصوصية، كانت محطة المؤتمر الوطني الحادي عشر للحركة الشعبية، قبل الانعقاد وإبانه وبعده، مثار اهتمام الصحافة الوطنية، كوسيط لا محيد عنه بين الفاعلين السياسيين والرأي العام. وبالفعل، كانت المواكبة الإعلامية لهذا الحدث، في مختلف أطواره، في مستوى جد عال، لم تنل منه الأحكام القيمية المسبقة التي راهن أصحابها، وهم قلة، على فشل الحركة الشعبية في تنظيم مؤتمر ديمقراطي كانت فيه الكلمة لصناديق الاقتراع الشفافة في كل مراحله.
هنا، نجدد، كحزب عريق الجذور متجدد الرؤى و التصورات، اعتزازنا بمحطة المؤتمر الوطني الحادي عشر، الذي أفرز هياكل منتخبة بالتصويت السري، ابتداء من مؤسسة الأمين العام إلى باقي الهياكل، إن على المستوى الوطني أو الجهوي والإقليمي أو المحلي.
هذه الثقافة الجديدة التي أسس لها المؤتمر الأخير، اعتمدت منطق المهمة بدل الطموح الضيق ورسخت مفهوم التكليف عوض التشريف، ودعت إلى أسبقية الأفكار والمشاريع على طبيعة الأشخاص، لكن دون إلغاء أدنى عطاء. فلقد جبلنا، في الحركة الشعبية، على عدم التنكر لإسهام كل مكونات العائلة الحركية الكبرى، ولسنا ولن نكون أبدا من المجحفين في حق كل من وضع لبنة من لبنات البيت الحركي.
بيت القصيد هو ما تداولته بعض الصحف، بناء على “المصادر إياها”، عن مجريات الاجتماع الأخير للمكتب السياسي للحركة الشعبية، والذي جرى في ظروف جد عادية، تم خلالها توزيع المهام بين الأعضاء،وفق مقاربة جديدة، تعتمد مبدأ المسؤولية والاشتغال الجماعي، في إطار لجان محددة الاختصاصات على ملفات، في إطار الانفتاح على باقي الكفاءات الحركية، من خارج المكتب السياسي،وهو الاختيار الذي أثبت نجاعته، من خلال التفاعلية السريعة الملحوظة في مواقف الحزب في الآونة الخيرة مع مختلف القضايا الراهنة.
وبالتالي، وعلى العكس مما روجت له بعض وسائل الإعلام، نود أن نؤكد بأن الاجتماع الأخير للمكتب السياسي للحركة الشعبية، سادته أجواء الحوار والديمقراطية والتآخي، ولم يسجل أدنى تصرف أو رد فعل يعاكس توجهات المؤتمر الوطني الحادي عشر.
فلا مجال، اليوم، في الحركة الشعبية، لممارسات الإقصاء، و”النيات المبيتة” لا توجد في قاموسنا وفي جوهر تربيتنا. رهاننا اليوم وغدا هوعلى مصلحة الوطن التي تبقى فوق كل اعتبار.
أما بالنسبة لبنائنا الداخلي، فإننا لسنا من الناس الذين ينطلقون في مراحل جديدة من فراغ، بل نعتمد في كل الخطوات على رصيد ساهمت أجيال حركية في إغنائه. وكل الحركيين عمامة فوق رؤوسنا.
قوتنا أننا لا نجعل عدادنا ينطلق من الصفر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى