الأخبار

تصدير الماء

محمد مشهوري

منذ زمن ليس بالبعيد، تنبأ عدد من "المستقبليين" بأن الحروب الكونية القادمة ستندلع من أجل الماء، لتنتهي بذلك مرحلة الحروب من أجل البترول.
يبدو هذا التنبؤ قابلا للتصديق، بعد أن أصبحت عدد من البلدان الروية والخصبة تعيش حالة جاف حاد. ففي بريطانيا وفرنسا، تحولت حقول الماء والخضرة إلى ما يشبه الصحاري القاحلة.
جفاف هذا العام لم تعرف له أوربا مثيلا منذ عقود، وأصبح توفير الماء هو الهاجس الذي يقض مضجع سكان القارة العجوز، بعد أن اكتوت هذه الأخيرة ب"عولمة" القحط إضافة إلى عولمة الأزمة المالية.
في ظل هذا السياق، يتساءل العبد المتواضع لله باندهاش، عن سر"الارتياح" المبالغ فيه للاتفاق الفلاحي مع الاتحاد الأوربي، لأننا في نهاية المطاف، وأتمنى أن أكون مخطئا، لن نصدر سوى الماء، المادة الحيوية التي قد تقوم من أجلها الحروب غدا.
إن عرضنا التصديري في مجال الفلاحة لم يتغير منذ الاستقلال، بل ظل مقتصرا على الحوامض والبواكر، المزروعات الأكثر استهلاكا للماء، دون إعمال للفكر والإبداع والبحث في مجالات أخرى عن صادرات تعيد لميزاننا التجاري التوازن دون إهدار لثروتنا المائية.
"الماء طاقة ثمينة" كلام نردده ونسمعه، لكننا لا نطبقه !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى