الأخبار

بكل مسؤوليةالسنة الأمازيغية

يعود الاختلاف حول الأسباب والجدوى من الاحتفال بالسنة الأمازيغية، والتي بلغت بالمناسبة 2961، إلى غياب معطيات تاريخية صحيحة، لكن هناك سببين آخرين لهما القوة الدلائلية، أولهما الاحتفال بذكرى انتصار الأمازيغ على الفراعنة في عهد الملك”شيشونق”.
أما السبب الثاني، فهناك من يربطه ببداية الأشغال الفلاحية نظرا للطبيعة الفلاحية والارتباط بالأرض عند الأمازيغ في ذالك التاريخ، وهذا هو المرجح نظرا للطبيعة الاحتفالية التي تميز هذه الذكرى بوجود مواد فلاحية بشتى أنواعها في الموائد الأمازيغية خلال ليلة رأس السنة.
لكن ما يهم اليوم، ليس السرد التاريخي لأسباب الاحتفال بالسنة الأمازيغية، بقدر ما يهمنا التساؤل لماذا لا يتم الاحتفال الرسمي بهذه الذكرى أسوة بباقي السنوات الأخرى وجعل الثالث عشر من يناير يوم عطلة لكل المغاربة وبدون استثناء.
الأمازيغية تاريخ وحضارة وثقافة، وتعتبر رافدا من روافد هذا الشعب لا يمكن تجاهله. فرغم أن الإعلام الوطني سواء العمومي أو الخصوصي قد خصص حيزا مهما لا يستهان به لهذه الذكرى ذات العديد من المغازي والتي تعتبر إرثا مشتركا بين جميع أفراد الشعب المغربي،لكن يبقى دون مستوى التطلعات، خصوصا تطلعات المجتمع المدني الذي أصبح ينادي بتضمين هذا اليوم ضمن لائحة الأعياد الوطنية الرسمية للدولة المغربية، وهذا يحتاج إلى إرادة سياسية جريئة نظرا للمقاومة التي تتلقاها هذه المطالب من قبل ذوي العقول المتحجرة والذين حصروا سذاجة التاريخ المغربي في 12 قرنا، محاولين طمس جزء كبير منه، إذ سخروا لهذا الاحتفال “الوهمي” الكثير من الإمكانيات المادية والبشرية مستغلين في ذلك جميع وسائل الإعلام الوطنية،في الوقت الذي كان من الأجدر جعل هذه الإمكانيات في خدمة التاريخ الحقيقي لهذا الوطن وبدون تزييف لأنه يمتد لسنين وقرون.
هذا ما يعبر عن مدى جهل هؤلاء القراصنة أو تجاهلهم لتاريخ المغرب، مما يجعلنا نؤكد مجددا على ضرورة إيلاء الأمازيغية المكانة التي تستحقها سواء في الإعلام الوطني أو في جميع مناحي الحياة العامة.
إننا اليوم نحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية لتفعيل مقتضيات خطاب أجدير،ونتطلع أكثر من ذي قبل إلى جعل الاحتفال بالسنة الأمازيغية عيدا وطنيا لأنه من حق كل المغاربة الاحتفاء بتاريخهم والاعتزاز به.

حفيظ الزهري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى