الأخبار

بعد مساءلة الذات وطرق الموضوعما العمل ؟

خلص الكلام”، ولم يعد بعد للكلمات معنى، بعد أن دقت ساعة العمل من أجل الوطن.
الديمقراطية ليست سلعة للمزايدة كما ليست مطية لتحقيق رغبات الفرد على حساب مصلحة الجماعة، بل هي وسيلة لتدبير السيرورة اليومية لحياة شعب وللتخطيط لمستقبل دولة.
لما صادق الشعب بكثافة على الدستور الجديد، كان ذلك تعبيرا صادقا عن الرغبة الحقيقية في التغيير لما هو أحسن، دون التفريط في الثوابت والمرتكزات والمكتسبات التي حققها المغاربة على مدى العصور، والتي جلبت لهم إعجاب الأصدقاء وحسد أعداء الجوار.
صادق الشعب على الوثيقة الدستورية لالتقاء إرادته مع إرادة ملكه، ولن يقبل هذا الشعب باستمرار ممارسات وعقليات تسئ إلى المغرب كما نتصوره في القريب المنظور.
نحن كحركة شعبية، وليس ذلك من قبيل تزكية الذات الحزبية، أمنا بضرورة التغيير، بل والأكثر من ذلك شرعنا في بلورته على أرض الواقع، من خلال اللحظة التاريخية للمؤتمر الوطني الحادي عشر.
في تلك المحطة الحاسمة، تم بعث دينامية جديدة قوامها الديمقراطية الداخلية و المساواة الحقيقية بين المناضلات والمناضلين والاحتكام إلى التصويت السري عبر صناديق الاقتراع وفتح المجال لكل من يريد الترشح لمناصب المسؤولية ( الأمانة العامة، المكتب السياسي) والمجلس الوطني (بانتخابات إقليمية).
لذلك، فإننا بعد إسهامنا في مسار الورش الدستوري، مستعدون لخوض غمار الاستحقاقات المقبلة، مسلحين بالروح الجديدة التي زرعها فينا المؤتمر الحادي عشر، تلك الروح التي منحت حزبنا مناعة قوية ضد مختلف محاولات التشويش.
سنباشر هذه المرحلة الجديدة، باعتماد مقاربة الديمقراطية الداخلية التي ستفرز حتميا اختيارات وآراء جماعية، سندها المعايير الموضوعية من كفاءة ونزاهة وقدرة على تمثيل الحزب على أحسن وجه في المؤسسة التشريعية، وسيكون انتصارنا إن شاء الله في هذا الاستحقاق انتصارا للوطن قبل الحزب والفرد.
“وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” صدق الله العظيم.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى