الأخبار

بطولة في الحرب وفي السلام

محمد مشهوري

نحمد الله في المغرب على نظام الملكية الذي ارتضاه المغاربة أبا عن جد ومكنهم من ترسيخ أمة عريقة في الحضارة والتاريخ، على عكس جيراننا في الشرق الذين ابتلوا بحكم عسكر همهم الوحيد زرع وتشجيع الفتن وتجييش المرتزقة لزعزعة استقرار الجيران، كل ذلك من أجل إلهاء شعبهم عن مأساة الداخل وعن سرقة أموال البترول والغاز الطبيعي.
لقد حاولت الطغمة المتحكمة في قصر المرادية التغطية على فشل مخططاتها المعادية للمغرب، بعد الانتصارات المتوالية لبلادنا في قلب أفريقيا، ودفعت هذه الطغمة فلول الارتزاق لاستفزاز حركة التجارة على الحدود، وكانت تنتظر رد فعل “مستفز”، لكن حكمة جلالة الملك كانت وراء إفشال هذا المخطط ووضع المنتظم الأممي أمام مسؤولياته في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

ففي هذا السياق وحده، يندرج قرار المغرب بالانسحاب الأحادي من الكركرات. فعلاوة على أن القرار، ومن موقع قوة، أربك حسابات الخصوم، فإنه يجسد وعي الملك محمد السادس بدوره كأمير للمؤمنين تسري ولايته حتى على المغاربة الموجودين في الجهة الأخرى تحت الضغط أو التغرير، وحرص جلالته على حقن الدماء، علما أن المخابرات الجزائرية تحتجز أسر من أرسلتهم إلى الكركرات غصبا، في ممارسة شنيعة لإرهاب الدولة.
وكما كان المغرب بطلا في الحروب بفضل بسالة قواته المسلحة الملكية، فإنه بطل أيضا في إرساء السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى