الأخبار

بالونات الاختبار أو اللعب بالنار

في الحياة ثمة أشياء لا تحتمل الهزل، وإلا "مشى صاحبها في المزاح" كما يقول المثل الشعبي الدارج، لأنها ذات طبيعة حيوية أو بعد استراتيجي بلغة أهل السياسة والفكر.
صحة الإنسان، كرامته، تعليم أبنائه، قوت يومه، تلك أمور جد جوهرية لا تقبل المساومة أو التفاوض، تحت أي ذريعة أو مسمى كان، ويعتبر المساس بها اعتداء على الحق في الحياة الذي إذا ما اختلت شروطه، تحول هذا الاعتداء إلى فعل جرمي حقيقي.
في عالم السياسة، يحرص المسؤولون على محاولة تحسين أوضاع معيشة الناس وتدعيم مكتسباتهم الاجتماعية، ولو تطلب ذلك من الدول والحكومات المزيد من التضحيات والجهد، لأن مهمة السياسي هي التضحية من أحل الآخرين الذين منحوه ثقتهم وليس "أن يضربها لهم بنكرة".
إن المسائل الاجتماعية المشار إليها هي ما يهم المواطن بالدرجة الأولى، ولذلك يرفض أن يخضع تدبيرها لميزان سياسوي أو "لحساب البيسري"، كما يرفض أن تصبح قضايا مثل الصحة والتعليم مواضيع تصريحات تعتبر بالونات اختبار لمعرفة ردود الفعل. هذا ما يسمى بالفعل لعبا بالنار.
إن الوقت وقت حسم ووضوح ومكاشفة، وقد مل الشعب المغربي لغة الخشب والتصريحات المتضاربة والالتواء على الواقع، ولم تعد لديه القدرة على قبول اللعب بالألوان..إما أبيض أم اسود"…قولوا لو الحقيقة" كما قال العندليب الأسمر !

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى