الأخبار

المفكر والباحث طارق رمضان في محاضرة بالدار البيضاء:تقاسم المسؤولية بين النساء والرجال مدخل أساسي للحفاظ على كرامة المرأة

قال المفكر والباحث البارز طارق رمضان، مساء أول من أمس السبت بالدار البيضاء، إن تقاسم المسؤولية بين النساء والرجال داخل المجتمعات العربية والإسلامية يعد مدخلا أساسيا للحفاظ على كرامة المرأة. وأضاف طارق رمضان، في محاضرة حول موضوع “المرأة في الإسلام: كرامة وخصوصية” نظمتها مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن القبول بخطاب المسؤولية المشتركة والمتبادلة داخل المجتمعات العربية والإسلامية يبقى رهينا بقراءة سور وآيات القرآن بشكل عميق، ودون تجزيء أو تأويل بما يتناسب وبعض العادات والتقاليد التي تكرست لعدة قرون، خاصة تلك المتعلقة بالتمييز المجحف الممارس ضد النساء.
واعتبر المحاضر، أن تربية الأبناء منذ صغرهم على المسؤولية المشتركة والمتبادلة يعتبر عاملا أساسيا وحاسما لإشعارهم بهذه المسؤولية، حتى تصبح عملية ممارستها في الكبر مبعث راحة نفسية وليس مصدر تجاذبات، لأن الأهم في العملية هو أن تشعر المرأة كما الرجل أن كل واحد منهما مفيد للآخر.
وأشار على سبيل المثال، إلى أن الأعمال المنزلية وتربية الأبناء، التي عادة ما تُترك للمرأة وحدها داخل المجتمعات العربية والإسلامية كما جرت العادة، هي مسؤولية يتعين على المرأة والرجل تقاسمها، معتبرا في الوقت ذاته أن التمييز الممارس ضد النساء داخل بعض المجتمعات، في ما يتعلق بالولوج إلى العمل هو تكريس للإجحاف ولعادات وتقاليد لا علاقة لها بالإسلام، مشددا على أن عنصر الكفاءة فقط هو الذي يجب أخذه بعين الاعتبار في الولوج إلى عالم الشغل.
وفي معرض تطرقه للنقاش الدائر باستمرار حول ارتداء الخمار، أوضح أنه يجب أن تكون المرأة حرة في ارتداء الخمار أو عدم ارتدائه، مشيرا إلى ضرورة احترام المرأة سواء لبست الخمار أم لم تلبسه، لأن الشيء الجوهري الذي يتعين أخذه بعين الاعتبار في التعامل مع النساء هو الكفاءة لا غير.
وتابع في هذا الصدد، أن واقع الحال والعديد من الدراسات، أكدت أن أداء النساء أفضل من أداء الرجال في عدة مجالات عكس ما يشاع.
واستطرد قائلا إن التمييز الممارس ضد النساء في العديد من المجتمعات العربية والإسلامية مصدره بعض العادات والتقاليد، وليس الإسلام الذي بوأ النساء مكانة مرموقة، برزت بشكل واضح في صدر الإسلام، وفي كيفية تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع العنصر النسوي.
وقال إن المجتمعات العربية والإسلامية تحتاج في الوقت الراهن إلى خطاب روحاني مبني على معرفة عميقة لتعاليم الإسلام وللسنة النبوية، مشيرا إلى أن الفهم الجيد للأمور يعتبر شيئا هاما في الإسلام.
وكان بوشعيب فوقار محافظ مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، قد أبرز في كلمة ترحيبية، أن الإسلام يحتفي ويكرم المرأة في كل مسارات حياتها، مشيرا إلى أن ما يمارس من حيف وتسلط في حق النساء يخالف القيم التي جاء بها الدين الحنيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى