الأخبار

المغرب أولا

من مرجعيات مختلفة ومشارب متنوعة، التقت مكونات سياسية وطنية، معلنة عن قيام تحالف جديد غير مسبوق في تاريخ المشهد السياسي المغربي الذي استشرى فيه فيروس البلقنة مع ما ترتب عنه من مضاعفات أخطرها يتمثل في تشتيت الجهود والطاقات وتغليب حسابات الذات الحزبية على حسابات الوطن.
لقد انتهى عصر الإيديولوجيات منذ سقط جدار برلين، وبدأنا نعيش تشكل نظام عالمي جديد لا مكان فيه للمجتمعات التي لا تساير متطلبات مواطنيها وتطلعهم إلى واقع الكرامة والديمقراطية والتقدم، وبالتالي، فإنه لا خيار أمام المغرب، المطالب بالتفاعل مع محيطه الإقليمي والدولي، غير الانخراط في رؤية وتصور جديدين للعمل الحزبي، كنههما العمل المشترك من أجل مصلحة الوطن.
ومهما كانت القراءات التي سيعطيها البعض لهذه المبادرة التاريخية، فإنها تظل حاملة لجرأة سياسية تسلحت بها الأحزاب التي انخرطت في هذا التحالف.
إننا نعرف جيدا تضاريس مجتمعنا في تنوعها، وندرك أن الشعب المغربي في حاجة إلى جديد يخرج السياسة من رتابتها ويؤسس لمشهد جديد، ربما لن تينع ثماره وتنضج سوى بعد حين، ولكننا نأمل في أن يتذوق المغاربة باكورتها خلال الخمس سنوات القادمة.
إن الدستور الجديد الذي صادق عليه الشعب بما يشبه الإجماع، وباعتباره تعاقدا متجددا بين العائلة المغربية الكبرى، مؤسسة ملكية وشعبا، يفرض علينا هذا الدستور توحيد الطاقات لمواجهة التحديات المطروحة على أكثر من صعيد، مسلحين بالأمل الذي فتح العهد الجديد أبوابه في مواجهة العدمية والتيئيس وكل الممارسات التي أفرغت الفعل السياسي من جبة النبل.
المغرب أولا، هو المفتاح الثمين الذي لا يجب أن يضيع.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى