الأخبار

المؤتمر الوطني الحادي عشر للحركة الشعبية بين مضامين الإشارات وحقيقة التحديات

عقدت الحركة الشعبية مؤتمرها الوطني الحادي عشر، في أجواء متميزة، وذلك من خلال التزام وانضباط ونضالية الحركيين والحركيات.
الحركة الشعبية نظمت مؤتمرها وفق منظورها، وبمساهمة مناضليها ومناضلاتها، وبنكهة حركية صرفة، ساد فيها الاحترام والانضباط والتعاون، جعلت من المؤتمر محطة تذكير بخاصيات المدرسة الحركية وثقافة خريجيها،المتشبعين بمبادئها، المخلصين لخطها، والمقدرين لقيادتها ،فأعادت إلى أذهان المتتبعين للشأن الحزبي والحركي على الخصوص أن الأسرة الحركية متماسكة، فبقدر ما يتسع النقاش والحوار بين أفرادها، بقدر ما تغيب الخلافات وتذوب الحساسيات، وتختفي المصالح الشخصية وتتراجع الأنانيات ، وهذا الأمر ليس بعزيز على الحركيات والحركيين ، عندما يتعلق الأمر بالمحافظة لى مصير الحركة.
المؤتمر الوطني كان شأنا حركيا، انتهجت فيه الأسرة الحركية خيار التسلح بوحدة الصف، واستثمار الطاقات والاعتراف بنضال المناضلين، وربط ماضيها بحاضرها، والإخلاص إلى من أسسوها، وإلى من ساهموا في استمرارية إشعاعها.
لقد كانت مناسبة انعقاد المؤتمر فرصة لانطلاق الإشارات والتأكيد على المسؤوليات والتذكير بالتحديات وثقل المسؤوليات.
لقد برهن الحركيون في مؤتمرهم عن نضجهم ووعيهم وفضيلة تربيتهم ، مقدرين خطورة المرحلة، وشروط التعايش معها، المرحلة التي يمر بها المشهد السياسي، فساهموا بنجاح مؤتمرهم، في تعزيز بناء الصرح الحركي، بتوحيد الكلمة ومناهضة فكر التشتت والتفرقة.
إن تهنئة جلالة الملك محمد السادس للأخ الأمين العام، هي تشريف لكل الحركيين وإكليل يحمله الجميع. كما أكدت شهادات التقدير التي نطق بها قادة الأحزاب السياسية الوطنية في كلماتهم وتصريحاتهم، مكانة الحركة الشعبية في المشهد السياسي و قيمة مرجعيتها النضالية والتاريخية وحكمة تدبير علاقاتها بالمنظومة الحزبية الوطنية، إنها شارات اعتزاز وافتخار على صدر كل حركي وحركية.
إن مكسب تحكيم صناديق الاقتراع في انتخاب الأمين العام وارتياح واقتناع الحركيين بأهمية هذا التوجه، لابد أن يصان.
إن قوة المؤتمر الوطني، تضع الحركة الشعبية أمام مسؤولية مزدوجة ،حزبية ووطنية، فالمسؤولية الحزبية تكمن في وضع إستراتجية فعالة وهيكلية تمكن الهيئة من استثمار الكفاءات.
أما المسؤولية الوطنية، فإن ما صدر في حق الحركة الشعبية من وصف مشرف على المستوى الرسمي، لابد وأن يضع قيادتها ونخبها وهياكلها، أمام مسؤولية المساهمة في بناء مختلف الأوراش التي يقودها جلالة الملك، ولا يتسنى ذلك إلا بسواعد حركية، لا يظهرها إلا عملها ولا تسميها إلا مؤهلاتها.

عبد الرحمان بوحفص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى