الأخبار

الغش ليس مدرسيا فقط !

محمد مشهوري:

كلما حل موعد الامتحانات، يصبح هاجس فئات واسعة من التلاميذ، هو كيفية مواجهة هذا “الكابوس” واجتياز “الصراط” ولو بالاعتماد على النقل.
“من نقل انتقل، ومن اعتمد على نفسه بقي في قسمه” عبارة يرددها التلاميذ من أجل الفكاهة، ولكنها في حقيقة الأمر تعبر أحسن تعبير عن وضع مجتمع أصبح فيه الغش والتدليس عملة رائجة لا تبور أو تفلس.
مناسبة إثارة هذا الموضوع، تدابير “التهديد والوعيد” التي اتخذتها الجهات المسؤولة عن الشأن التربوي ببلادنا لمحاربة ظاهرة الغش في الامتحانات، وهي التدابير التي لا تمت بأدنى صلة إلى البيداغوجيا.
لتكن لدينا الجرأة ونعترف بفشل منظومتنا التعليمية، بسبب سياسات الارتجال المعتمدة منذ ثمانينات القرن الماضي. فعوض أن تخرج الجامعات أطرا ذات كفاءة، تخرج منها شباب تائه مفتقد، ليس فقط إلى المعرفة الصحيحة ولكن أيضا إلى قيم الصدق والنزاهة والعمل.
وعليه، فإن إلقاء اللائمة على التلاميذ وحدهم فيه حيف كبير، فيكفي أن نتأمل في معاملاتنا اليومية، لكي نكتشف أن الغش كاد أن يصبح رياضة شعبية !
“من غشنا ليس منا” لا يجب أن يظل حبيس خطب الجمعة وشهر رمضان، علما أن “الترمضينة” هي أحد أكبر مظاهر الغش في إداراتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى