الأخبار

العمود الثاني المرافعة

محمد مشهوري

ليس من سمع كمن رأى وعاين الحقيقة بأم عينه.
يوم أول أمس، وخلال الوقفة الرمزية التي قامت بها الحركة الشعبية أمام المحكمة العسكرية، تضامنا مع أسر وأصدقاء شهداء الواجب في أحداث "اكديم ازيك"، تجسد المغرب الحقيقي، مغرب الحرية والديمقراطية ودولة الحق والقانون، حيث سمح لأهالي الجناة ب"الوقوف" على قدر المساواة مع أهالي الضحايا، في انتظار أن تقول العدالة كلمتها الفصل.
تمنيت لو كان صدر أهالي الجناة رحبا، ليسمعوا كلمة حق مفادها:
" عليكم استحضار العدالة الإلهية، وتخليص ضمائركم من وزر ما اقترفه أقرباؤهم. فمن العار والشنار أن يتم الدفاع عن الباطل والجرم المقيت بوازع القرابة، فالجاني لابد وأن ينال العقاب المستحق (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) " .
كما قدرت صبر وحكمة هيئة المحكمة التي تحملت تجاوزات الجناة ومن يدعمهم من أجانب ومترجمين متعاطفين مع الانفصال، لكن هذه هي ضريبة من اختارت ضمائرهم أن يكون في مستوى مهمة العدل ولاشيء سواه.
سياسيا، ربح المغرب، بكل المقاييس، التحدي، وبرهن للعالم أجمع، أصدقاء وخصوما، أنه بحق بلد الحق والقانون، بلد السيادة الذي لا يخضع لأي ضغط مهما كان مصدره.
إن مجتمعا على هذا القدر من النضج والمسؤولية، لا يجب أن يهضم حقه. حقنا كمغاربة هو القصاص والإنصاف، أما الدفاع عن أرضنا وترابنا ففي سبيل ذلك نسترخص الأرواح في ميادين الشرف.
دماء أبنائنا وإخواننا لن تذهب سدى، والحق يعلو ولا يعلى عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى