الأخبار

العمود الثامن ولا شعرة اهتزت !

محمد مشهوري

أيام انتعاش الأندية السينمائية بالمغرب، كان لعشاق الثقافة السينمائية مواعيد متكررة مع فيلم "كفر قاسم"، وإلى الآن يستحضرون ويدندنون ب"الغناية" الشعرية: إنني عدت من الموت لأحيا وأغني …إنني مندوب جرح لا يساوم …علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي وأمشي ثم امشي وأقاوم.
شعر المقاومة وفكر المقاومة، وعكس ما يظن البعض من ضحايا التدجين الإيديولوجي، كانت الحركة الشعبية أول من حمل مشعلهما، لكنها من أجل الوطن تحملت بصبر قل مثيله مختلف الدسائس والمؤامرات، لإيمانها الراسخ بأن المغرب العميق الذي منه انبعثت ولأجله أسست، صرح منيع على الأعادي مهما كانت قوة التكالب والحقد.
مواقع ومنابر آخر ساعة التي "قطر بها السقف"، حاولت وستحاول يائسة، خدمة أجندة من يستأجرها، إما بظرف مالي زهيد أو كراء شقة بئيسة، النيل من قوة هذه الحركة المرتبطة بوجدان الشعب، لكننا كما واجهنا المكر بالثبات، سنواجه الخبث والقذف بمزيد من الإيمان مسلحين بإرادة نستمدها من صواب اختياراتنا وسداد منهجنا ومن تأففنا من الجحود ونكران إسهامات من سبقنا على درب حب الوطن.
طالما تناول هذا العمود بإعجاب مبارزة الفرسان الذي لا يختبئون وراء هوية وهمية، لأن أبناء الجبل من أحفاد عسو باسلام وموحى حمو الزياني يعشقون معارك فيها قاتل ومقتول ويحتقرون من يحارب بالوكالة و"يقلز من تحت الجلباب"، وسيرتنا في العراك سارت في ذكرها الركبان.
لا حاجة إلى المزيد من الكلام، إنهم يقولون، ماذا يقولون، دعهم يقولون. إذا قالوا "غدا العيد" أجبناهم "نتلاقاو في المصلى".

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى