العمود الثامنصدور مغشوشة !
لم تعد الأجيال الجديدة من المغاربة "ترمي العار" و"تزاوك" باستعمال تيمات من قبيل الدم، لأن هذا الأخير أصبح رخيصا بعد تنامي ظواهر "بوسياف" وانتشار" الكاطورزات" في الأحياء الشعبية، إذ أصبح من قبيل السلام عليكم إسالة الدماء في عنف مجاني يعكس قمة العدوانية كسلوك مرضي.
تيمة "البزيزيلة" هي الأخرى لم يعد لها أي مكان من الأعراب، ليس تنكرا للحليب الذي رضعناه من أثداء أمهاتنا – حاشا معاذ الله-، ولكن تم هذا التحول بعد اختزال البعض جمال المرأة في صدر منفوخ وأرداف مكتنزة بفعل فاعل اسمه "السيليكون".
ففي الوقت الذي يجب أن نحمد جميعا الخالق على النعمة التي حبانا بها إذ صورنا في أحسن تقويم ومن علينا بنعمة العقل لتمييزنا عن الدواب، أخذت العزة بالإثم بعض نسائنا، بل وحتى الرجال، فطرقوا باب عيادات التجميل، ليس لمعالجة عيب خلقي كالحروق والعاهات، ولكن من أجل شد الوجه والتجاعيد وتكبير الصدور والأرداف. والنتيجة هاهي واضحة أمام العيان: بلاغات لوزارة الصحة تدعو "المتجملات" إلى إزالة الصدور المغشوشة، ولم يتبق سوى أن يدور "البراح" في الحارات والأسواق لكي يعلن الخبر العجيب.
ولأن من شر البلية ما يضحك، وجد محترفو التحرش الجنسي في الأزقة والشوارع لازمة جديدة لممارسة عادتهم المرضية "واش هذاك طبيعي ولا سيليكون ؟ !!"
الله يستر العيب.
محمد مشهوري