الضبابية الحقيقية

حاولت أن أفهم، ومثلي كثيرون، سر التحامل المجاني لبعض الأوساط الحزبية على “التحالف من أجل الديمقراطية”، إذ لم تترك هذه الأوساط وصفا قدحيا في القاموس إلا واستعملته، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حقيقة هذه الأوساط التي تعتبر نفسها “مركز الكون” والفاهمة وحدها للسياسة والتكتلات.
“الثلث” الذي كشف عن هويته السيد نزار البركة، أول أمس على القناة الثانية، استلذ أن يستحوذ على النصيب الأكبر من “الكعكة” ويبحث عمن يملأ كراسي المائدة حتى يخفي هذا “الثلث” جشعه.
يؤاخذ أصحاب “الثلث” الشبيه بالمنشار “طالع واكل، نازل واكل” على أحزابنا الثمانية كونها دشنت، بكل جرأة للقطبية الحقيقية التي ما فتئ الكل ينشدها، بل والأكثر من ذلك، يريدون أن يصوروا للمغاربة أن الكتلة المشكلة من خليط اشتراكي وتعادلي سلفي محافظ وشيوعية سابقة وماركسية لينينية قومية (قبل أن يتم العصف بحزب سي بنسعيد أيت يدر)، هي وحدها “كتضوي البلاد”.
إنهم يواصلون استبلاد المغاربة بادعائهم أنهم هم من حقق الاستقلال وضمن الانتقال الديمقراطي، في حين أن الكوارث التي نزلت على المغرب كانت من تحت رأسهم.
آخر تقليعات “الثلث المنشاري” زعمهم أن تحالف “جي 8” سيخلق الضبابية ويعرقل تنزيل الدستور وتطبيق المنهجية الديمقراطية !!! الله أكبر، بهذه السهولة يستخفون بنباهة وذكاء الشعب المغربي. فترى من يخلق الضبابية الحقيقية: الذين يعلنون عن تحالفاتهم القبلية وييسرون بذلك مهمة الناخب، أم الذين يحكمون على الشعب بانتظار “الرمانة المغمضة”؟
بالعربي الدارج: سياساتكم المتعاقبة منذ الاستقلال أنبتت “الجلالة” في عيون المغاربة.”كاين شي ضباب كثر من هذا، ملي ولات البومادة الصفراء هي العلاج الذي يوصف لكل الأمراض”.
إسالوا ياسمينة عن السندباد !

محمد مشهوري