الصفعات الحقيقية !
محمد مشهوري
ما أعجبني في عمود الزميل عبد الحميد جماهري في صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" نهاية الأسبوع الماضي، ربطه بين الوسامة والصلع، لكنه تناسى في طرقه لموضوع قد يستعصي فهم خلفياته على كاتب مثله يعشق السياسة والشعر( والعبد المتواضع من هذه الطينة) أكثر من فهمه ما خفي وظهر في معمعان رياضتنا.
لو اطلع الزميل جماهري على ما وجده الوزير أوزين من غرائب وعجائب في دهاليز الرياضة الوطنية، لوقفت شعيرات رأسه أو تساقطت ليصبح من قبيلة الذين تمنى لهم البقاء.
وعلى ذكر الصحافة التي ادعى البعض أن أوزين "سبها"، فإن أوزين،وكما أعرفه، يكن كل التقدير للصحافة الملتزمة التي تحترم أخلاقيات المهنة، على عكس بعض الأقلام المؤجرة والمحسوبة ظلما على صاحبة الجلالة. ولو بدر منه ما يسئ إلى جسمنا الإعلامي لكنت أول من سيحتج على ذلك.
ذنب أوزين الذي نسب إليه ما لم يقله في كثير من المقالات، أنه حرص على تطبيق قوانين مغربية سيادية، صادق عليها ممثلو الأمة، في حين لم ير البعض سوى قرار الفيفا وجعلوا منه مشجبا ل"شنق" وزير أمن بجدوى الإصلاح ومحاربة الفساد، الشعار الذي رفعه الجميع أغلبية ومعارضة.
تناسى الذين شحذوا "السيوف" وأعدوا "المشانق" أن الصفعات الحقيقية التي تلقتها الرياضة الوطنية هي نتاج سنوات تراجع فيها الحضور الوطني في المحافل الدولية وغاب رفع الراية الوطنية التي طالما أبكى خفقانها فرحا أبطالنا والشعب.
لست من هواة الجدل العقيم، خاصة مع زملاء أقدرهم، لكن أريد فقط أن أفهم: هل نحن كإعلام وطني مع محاربة الفساد أم مع تكريسه لغايات سياسوية وفئوية؟
علينا أن نخرج من "روندتنا" ونعلن بصريح العبارة أننا مع بقاء الوضع كما هو عليه، ساعتها سيكون أوزين أول "الملتحقين" بركب "الشياطين" الساكتة عن الحق. هذا وعد مني وعلى ضمانتي !
