الأخبار

الصفة المعنوية في تمثيلية الدول

الوطن أسمى من الأشخاص، لأنه باق وهم عابرون، كما تتعاقب الحكومات وتظل الدولة قائمة. هذا مبدأ يسري على كل بلدان المعمور ويعتبر من المسلمات البديهية، إلا أنه في بلادنا، هنالك من يحاول شخصنة تمثيلية الدولة لحسابات صغيرة وتافهة.
المثل الصارخ عن هذا السلوك الذي لا محل له من الإعراب، يعكسه السجال الدائر حول من له الحق في تمثيل المغرب في المنظمة العالمية للصحة، وهو سجال من شأن استمراره في إعمال سياسة شد الحبل أن يعطي صورة سيئة عن كيفية تدبيرنا لشؤوننا العامة في الأوساط الدولية.
وإذا كان من المستساغ، ولو بصعوبة، تحمل وجود خلافات وتنازع خفي حول الاختصاصات بين مسؤولي وزارة ما ( وليكن بين الوزير والكاتب العام)، فإنه من غير المقبول إطلاقا أن يتم نشر هذا "الغسيل" في المحافل الدولية، علما بأن الديمقراطية والتنزيل السليم للدستور يستلزمان ترجيح كفة الوزير السياسي على التقنوقراطي الإداري.
الأخلاق هي الأخرى تقتضي أن يعتبر كل مسؤول مهما علا شأنه أو صغر، أن حضوره في الهيئات الدولية هو حضور باسم المغرب الدولة المنزهة عن عبث الأنا.
عفوا أيها السادة، الوطن ليس لعبة يتنازع عليها.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى