الأخبار

الصحافي “المشاكس” خالد الجامعي لـ”الحركة”

يرى خالد الجامعي، أشهر الصحافيين المغاربة “المشاكسين”، الذي قطع نهائيا مع حزب الاستقلال في شكله الحالي، في الاستجواب المثير الذي أنجزته معه يومية “الحركة” وستنشره خلال هذا الأسبوع، أن السياسة في زمن رداءة الحكومة الحالية، فقدت كل معانيها النبيلة، حيث انتقلنا في السنتين الأخيرتين، من الاختلاف في الأفكار والمنهجيات الكبرى إلى سياسة السب والشتم، ومن كلمات وأشياء حضارية إلى كلمات وأشياء غابوية من طرف “قياديين” يفترض فيهم للأسف أن يكونوا نموذجا للأجيال الصاعدة.
يمكن أن نعتبر المدة الزمنية التي قضتها حكومة عباس الفاسي – يقول هذا الإعلامي المتميز الذي ازداد وترعرع في درب السلطان، أحد الأحياء الشعبية بالدار البيضاء – من
“أكفس” السنوات التي عاشها المغرب الحديث، سواء من الناحية الاقتصادية والاجتماعية
والسياسية.
للأسف – يضيف هذا السياسي الكبير الذي مازال يعيش في دار الكراء بحي الليمون بعاصمة المملكة ويتنفس بنصف رئة – فإن الطريقة البليدة التي يدير بها الوزير الأول عباس الفاسي الشأن العام الوطني، دفعت المغاربة ليصبحوا غير معنيين بالسياسة، لأنه أصبحت لديهم فكرة واحدة، هو أن هذا المغرب ليس لهم، وليس بلدهم. الهم الوحيد لديهم هو “الحريك”.
“قبيلة الفاسي” ملأت الدنيا وشغلت المناصب السامية وغير السامية، فكيف تريد للمواطنين المغاربة – يتساءل خالد الجامعي الذي اضطر للخروج إلى سوق العمل بعد أن سجن أبوه سنة 1953 دفاعا عن الوطن ورموز هذا الوطن ولم يترك لهم لا ما يأكلون ولا ما يلبسون – أن يثقوا في هذه السياسة المتبعة حاليا في بلدهم. لقد غدت الوضعية الاجتماعية مفتوحة على كل الاحتمالات، وكل شيء وارد، وفي أية لحظة.
يبدو لي، يقول الجامعي، أننا في حافلة “تقطع بها الفران”، وربما لهذا السبب، استورد غلاب وعباس مدونة السير من السويد، “لتسويد” حياة المغاربة.
يجب أن أسجل – يضيف صاحب كتاب “المتهمون” الذي يتضمن شهادات عن اختطافه وتعذيبه وسجنه خمسة أشهر سنة 1973 – أنني أعرف عباس الفاسي منذ أزيد من ربع قرن من الزمن، وأقول وأتحمل مسؤولية ما أقول، إن عباس الفاسي لا يصلح أن يكون لا وزيرا أول ولا وزيرا أخيرا، ولكن في “أجمل بلد في العالم” كما كان يروج لذلك المكتب الوطني المغربي للسياحة في عهد وزير السياحة الاستقلالي السابق – الذي أعطى أرقاما مبالغا فيها عن السياحة المغربية” ضربت كلها في الزيرو اليوم”، لا يوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب.

الرباط – إبراهيم ش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى