الأخبار

الصحافة مسؤولية

محمد مشهوري

ماذا يتبقى حين تتبخر المصداقية في هواء الإثارة والإشاعة؟ لا شيء.
الحديث هنا عن صنف جديد من الممارسة الصحفية، ابتدع أصحابه و”مؤسسوه” شعار “غير جمع يا فم وانشر” دون القيام بأدنى مجهود للتقصي عن صحة ما ينشر، علما أن الصحافة في العالم بنيت على نشر الحقيقة وتنوير الرأي العام بما يحصل من وقائع وأحداث.
لما دشن المغفور له الملك محمد الخامس وكالة المغربي العربي للأنباء، في بداية الاستقلال، قال مقولته التاريخية الخالدة “الخبر مقدس والتعليق حر”، وهي المقولة التي اعتمدتها الوكالة شعارا لها.
للأسف الشديد، ضاعت هذه القيم والقواعد المهنية والأخلاقيات في خضم ما ابتلي بها الجسم الإعلامي الوطني من تطفل، إلى درجة أن الصحافة كادت أن تتحول إلى مهنة من لا مهنة له.
نوع من الصحافة، تحول اليوم، إلى خصم للحقيقة وقرين للإثارة الرخيصة وتلميع صورة من يدفع أكثر وتشويه صورة من لا يعرف إلى الصباغة والتلوين سبيلا.
مفترض في إعلام بلد مثل المغرب يعرف نقلة ديمقراطية ودستورية رائدة، أن يكون شريكا إيجابيا في التنوير وتخليق المشهد السياسي، بدل المساهمة، عن وعي أو بدونه في التمييع.
أتساءل بحرقة: كيف سيكون موقف من نشر أخبارا كاذبة عن أشخاص لهم رمزية ولهم قنوات رسمية لنشر أخبارهم؟ هل سيعتذرون أم سيحذفون ما نشروه في مواقعهم وكأن شيئا لم يكن.
هل نقول… هزلت !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى