الأخبار

“الربيع” و”الحافة” !

على امتداد سنتين تقريبا، هيمنت أسطوانة "الربيع العربي" أو "الديمقراطي" على المساحة الجغرافية الممتدة من "المحيط الهادر إلى الخليج الثائر"، وتمت البرهنة بوسائل الإيضاح أن هذه "الأمة" أمة شعارات، تنبهر بسهولة أمام سيل الشحن الإعلامي لقنوات تقمص فيها محترفو الفتاوى دور الإعلاميين.
هذه "الأمة" الهائمة في عشق التاريخ، لا تقرأ التاريخ للاستفادة من دروسه وعبره، فسقطت شوارعها صريعة هوى "الربيع" لكنها لم تنتبه إلى "الحافة"، كما يقول المثل المغربي الدارج.
أتذكر أنه في عز الأزمة العراقية بعد غزو صدام لدولة الكويت، خرجت "الجماهير" في ليبيا العقيد إلى الشوارع صادحة بشعار " يا عراق لا تخافي، سير ومعاك القذافي"، ولم تدرك ساعتها أن "الحافة" في انتظار" الثائر الأممي".
عامان من الضياع، ربما تليها عقود من التيه جريا وراء ثمار "ربيع" أبانت الأيام أنه لا يمكن قطافها بالشعارات الرنانة وبقوة السلاح، بل باعتماد الإصلاحات الديمقراطية الحقيقية والمشاركة الفعلية في الشأن السياسي المؤسساتي.
ففي الوقت الذي تعمل فيه أمم العالم على البناء وتنمية قدرات البشر، يظل الإنسان العربي حبيس شاشات الإثارة والشحن وفتاوى شيوخ يقدمون الخدمة بالدولار.
إن الطريق واضح: الديمقراطية هي الحل.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى