الأخبار

الحركة الشعبية وعبرة الذكرى

تحل ذكرى التحاق جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه بالرفيق الأعلى التي تصادف يوم التاسع من ربيع الثاني 1434،هذه الذكرى التي ليست دورة للزمن تمر دون معنى، أو حدثا يتكرر كل سنة ليغيب عند وداع يومه ويبقى الحدث عنوانا جامدا في أجندة الوطن وسجل التاريخ، فالشعوب الحية تجعل من أمجادها ومحطاتها التاريخية قوة دفع لصنع مستقبلها، والأمة المغربية التي تمتد جذورها إلى أعمق مدى في التاريخ الإنساني والجغرافي والحضاري والإسلامي، تمتلك أعرق المناهل وأمتن المرجعيات، ترشف من دعائم رصينة تكتنز قوة الأمة وصمودها وشموخها وتماسكها واستقرارها في وجه كل العواصف التي هبت عليها فبقيت جذورها ثابتة عبر التاريخ وفروعها في السماء.

تقبل علينا هذه الذكرى لتزيدنا ثباتا وقوة وتلاحما وتضامنا لمواجهة التحديات المحدقة ببلادنا، فلازلنا نواجه العناد والغطرسة والعدوان على حقوقنا الترابية، ولازلنا نواجه تحديات التنمية وبعد أجل تحقيق الاكتفاء من حاجياتنا المرتبطة بمؤهلاتنا الفلاحية والطبيعية، ولازلنا نتخبط في مشكل تعليمنا، ولازلنا نتحسس الطريق المفضي إلى النهوض بباديتنا، ولازلنا دون تحقيق ثقافة وطنية لشعبنا تخفف من الفساد والمفسدين، وتحد من الانتهازية والأنانية وتقوي من فضيلة التعاون والتضامن.

إن الذكريات ينبغي أن تكون جامعات وطنية سنوية تشكل محطات للدراسة والتأمل، وبقدر ما يؤدي خلالها الشعب تحية الإكبار والإجلال إلى أصحاب الذكرى على ما بذلوه من تضحيات، بقدر ما يجب أن تكون قوة دفع إلى البناء والتشييد ومواصلة حمل مشعل الوطن بالمزيد من الإنارة والنفس الطويل.

وأمام شموخ هذه الذكرى، وجلل المحفل، وعظمة الملاحم، وشرف المواقف، ومفاخر السجلات، ووفاء للعهد، وصدقا في الاعتراف، وإقرارا للجميل يحل وفد الحركة الشعبية برحاب ضريح محمد الخامس الطاهر يضم ثلة من قيادي الحزب، المتمثلة في بعض نخبه بالمكتب السياسي وأطره ومنظماته الموازية من امرأة وشباب وجمعيات، يتقدمهم الأمين العام للحركة الشعبية الأخ محند العنصر، ليقفوا أمام مرقدي الملكين البطلين داعين لهما ولجميع شهداء الوحدة والتحرير بالرحمة والمغفرة، مستعرضين ما بدلاه من جلائل الأعمال وأغنى المنجزات في تلاحم بين العرش والشعب، جاعلين من المغرب أرض الحوار والوسطية والاعتدال، والتفتح والانفتاح.

والحركة الشعبية ترى في المناسبة مناسبة حشد الهمم، وتوحيد الصفوف، وجعل الوطن في مقدمة الإختيارات بالعمل على إنجاح مسيرة الوطن الجديدة في ظل دستور فاتح يوليوز 2011 الذي وفر للمغاربة إطارا راقيا لحماية حقوقهم وصيانة كرامتهم، وبناء مشروع المغرب الديمقراطي الحداثي المعتز بأصالته والفخور بروافد هويته. بتنزيل أحكامه وإنهاء فترة ما بين الدستورين .

وليست الحركة الشعبية في حاجة إلى التعريف بدورها في انطلاق المرحلة الجديدة في تاريخ المغرب، والتي ضحت من أجل الوطن باعتبار ذلك خدمة له فالوطن فوق الانتخابات.

فالحركيات والحركيون يسترجعون اليوم بكل تقدير ذكريات معارك استرجاع سيادة الوطن وكرامة المواطن، يعيدون قراءة حقبة هامة من تاريخ بلادنا العريق والحافل بالمفاخر والأمجاد، رسم معالمها بمداد الفخر والاعتزاز وطنيون أشاوس، ورموز أفذاذ، صنعوا مرحلة نضالية وسياسية وتحررية في تاريخ المغرب الحديث، سطر ملاحمها ونظر فصولها وقاد سفينتها إلى شاطئ النجاة بكل حكمة وشجاعة وحقق أهدافها القائدان الوطنيان اللذان قادا ثورة الاستقلال، ووضعا أسس الدولة المغربية الحديثة، في تلاحم وتناغم بين العرش والشعب.

واليوم يواصل جلالة الملك محمد السادس نصره الله بكل جهد وتفان تنمية البلاد وتحقيق المنجزات على كافة الواجهات، لصالح مختلف الفئات، جاعلا نصره الله من مجموع التراب الوطني ورشا متكاملا ومتواصلا وشاملا للتنمية والبناء، جاعلا من المغرب بلد الاستقرار والثقة والمبادرات وانطلاق الكفاءات، يعمل بإيمان العظماء وصدق الشرفاء، وقلعة الصمود والتحدي .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى