الأخبار

الحركة الشعبية حزب المحطات الكبرى وصناعة التاريخ

يشكل انعقاد المؤتمر الحادي عشر للحركة الشعبية، الذي تتواصل فعالياته ولليوم الثاني على التوالي، تحت شعار: “الوحدة رهاننا والتنمية هدفنا” اختيارا ديمقراطيا يعزز رصيد الحزب، من جهة، ويقوي موقعه في المشهد السياسي المغربي، من جهة أخرى.
قبل أربع سنوات، نجحت الحركة الشعبية في ربح رهان الوحدة والاندماج، بين ثلاث مكونات حزبية، كانت تشكل الإمتداد الطبيعي للأسرة الحركية والهوية السياسية، لأحزاب خرجت كلها من رحم الكيان الحركي.وفي خضم السنوات التي أعقبت قرار الاندماج والوحدة، نجح حزب الحركة الشعبية، من خلال التزام الحركيين والحركيات، بترجيح المصلحة العامة في معالجة كافة الإشكالات الناجمة عن الاندماج والوحدة، وذلك خلافا لكل التوقعات التي توقعت عدم صمود قرار الوحدة والاندماج، أمام الاختبارات التي سيواجهها.لم يكن طريق الوحدة والاندماج معبدا بالزهور، بيد أن الإرادات القوية لرجالات الحركة ونسائها دللت الكثير من الصعاب التي تربصت بمسار الوحدة.
لقد أعطى حزب الحركة الشعبية، دليلا قويا على انتصار الإرادة على الحسابات الضيقة والمطامع الخاصة، بتشكيل كيانات حزبية على المقاس. وعندما قرر الحركيون والحركيات من مختلف مشاربهم التكتل في هيئة سياسية واحدة، فإن تلك الخطوة المهمة عززت مسار هيكلة المشهد الحزبي المغربي، الذي يحتاج إلى خفض الكم الهائل من الأحزاب ،من أجل تأسيس أقطاب سياسية كبرى تستطيع التعاطي مع حجم التحديات المتنامية، وتمتلك من القوة، ما يمكنها من ممارسة الفعل السياسي، في ظل ظروف مواتية.
إن تجربة الاندماج والوحدة، التي توفقت الحركة الشعبية في إنجاحها سنة 2006 ، تحولت إلى تجربة رائدة تستحق الكثير من الاهتمام والتأمل والدراسة، في ضوء المشاريع السياسية المطروحة الآن، على الأحزاب السياسية التي تفكر في الاندماج فيما بينها.
بعد مرور أربع سنوات على تلك التجربة المميزة، يجني الحركيون والحركيات ثمار قرار انتصر على كل المعيقات، التي وقفت فيه الوحدة والاندماج. لقد كانت ثمار الاندماج سريعة وفي مستوى الإنتظارات، عندما حقق الحزب نتائج انتخابية باهرة في استحقاقات السابع من شتنبر 2007، سنة فقط بعد الاندماج.
إن الرهان الأساسي للمؤتمر الحادي عشرللحركة الشعبية ، الذي افتتح ، أمس (الجمعة)، هو الانتصار للديمقراطية ، ولدينا العديد من المؤشرات التي تؤكد مضي الحركة الشعبية في اتجاه تكريس المزيد من الديمقراطية الحالية، وتقوية هياكل الحزب وتحصينه بالحوار والاختيار الديمقراطي، الذي أصبح خيارا لا رجعة فيه ، انسجاما مع التوجه الذي انخرطت فيه البلاد ، منذ أزيد من عقد من الزمن ، وهو التوجه الذي عززته اختيارات قائد الأمة، جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وإذ يتطلع الجميع إلى النتائج التي سيسفر عنها مؤتمر الحركة الشعبية، فإن الرهان معقود على جميع المؤتمرات و المؤتمرين ، ليؤكدوا مرة أخرى للجميع ، أن الحركة الشعبية، حزب المحطات الكبرى و صناعة التاريخ.
أحمد حدوش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى