الأخبار

الحدث في مراكش

علي الانصاري:

بجولة في شوارع المدينة الحمراء مراكش، إحدى الحواضر التاريخية للمغرب، يدرك المرء مدى التغييرات التي طرأت عليها لتستجيب لشروط احتضان مؤتمر عالمي بحجم “كوب 22” حيث أصبحت البنية التحتية قادرة على استيعاب آلاف السيارات التي تجوب المدينة والعربات الزائرة لها، الفنادق والمطاعم والمقاهي المنتشرة بمواصفات عالمية.
احتضان المدينة لثلاثة أحداث كبرى في ذات اليوم، أعني السبت 12 نونبر 2016، محطة دولية لسباق السيارات، مباراة المنتخب المغرب والكوت ديفوار، بالإضافة إلى مؤتمر المناخ، الذي حج إلى معارضه العامة مئات المواطنين مستغليين عطلة نهاية الأسبوع، إضافة إلى تظاهرات لجمعيات وهيئات حقوقية ومهنية، على الرغم من ذلك ظلت حركة السير انسيابية في أهم شوارع المدينة.

الحضور الأمني والانتشار الاستراتيجي ودوريات القرب، شمل كل أطراف ومحاور المدينة الحمراء، قوات الأمن بتشكيلاتها المختلفة تتعامل بحرفية عالية مع الأحداث، معطى رئيسي في إعطاء المدينة ديناميتها المطلوبة وشعور زائريها بالأمن.
مراكش مدينة سياحية، لها خبرة كبيرة في مجال تنظيم المؤتمرات، فمؤتمر المناخ ليس أول مؤتمر ينظم في هذه المدينة، قبله المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، وبعده مؤتمرات دولية وإقليمية متعددة كلها عرفت نجاحا كبيرا، دون أن يعني ذلك عدم وجود بعض النواقص التي تلازم مثل هذه المؤتمرات الكبرى في كل أنحاء العالم.
مراكش أصبحت بفضل تلك الحرفية قبلة لعدة منظمات دولية، والتي تحبذ تنظيم مؤتمراتها خارج حدود بلدان المقر، نظرا لما تمنحه المدينة لزوارها من فرص سياحية ومن مشاهد خلابة ومن راحة وأمن خلال إقامتهم بها.
كانت مراكش، أول أمس، على موعد مع الجلسة الرئيسية لقمة المناخ حيث استقبلت العشرات من أمراء ورؤساء الدول والحكومات، ومسؤولي الوفود الرسمية، لمناقشة جودة الحياة على كوكب الأرض المهدد بارتفاع درجة حرارة الأرض، وهم على يقين بأن المغرب قادر على ضمان إنجاح المفاوضات بين الأطراف المختلفة والخروج بقرارات مهمة للإنسانية جمعاء.
على هامش مؤتمر المناخ، والتزاما من المغرب بالدفاع عن القارة الإفريقية، أكثر المناطق تضررا من انبعاثات الغازات الملوثة لكوكبنا، يلتئم رؤساء الدول الإفريقية في لقاء خاص من أجل وضع استراتيجية للحد من الآثار السلبية لارتفاع حرارة الأرض وإلزام المجتمع الدولي بتفعيل المعاهدات الدولية اتجاه دول القارة في هذا المجال.
المغرب بفضل نموذجه التنموي والديمقراطي واستقراره وأمنه وانفتاحه، قادر على توفير مبادرات جادة من اجل إنقاذ مستقبل الأجيال المقبلة.
للمغرب تجربته الرائدة في مجالات الطاقات النظيفة والتنمية المستدامة التي تستحق التشجيع والدعم والاقتداء بها، بشهادة كل المختصين، وهناك عزم وقناعة راسخة من لدن عاهل البلاد محمد السادس حفظه الله للاستمرار على نفس النهج وتجويده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى