الأفكار الكبيرة لا تناقش من طرف العقول الصغيرة
عبد المجيد الحمداوي
أنهى الأخ محند العنصر الامين العام للحركة الشعبية حواره التليفزيوني الذي بثته قناة ميدي ١ تيفي بإرسال رسائل واضحة لكل من يهمه الأمر..بطريقته المعهودة المتميزة بالرزانة والسلاسة والهدوء..مخاطبا قواعد الحزب الذي تنتظرهم محطة رئيسية وهامة..تتجلى في انعقاد المؤتمر الوطني لانتخاب أمين عام مع قطع الشك باليقين انه لم ولن يتقدم للترشيح للأمانة العامة ..ومخاطبا الشركاء في الحكومة التي تجمع حزب الحركة الشعبية بالأحزاب المكونة للأغلبية الحالية برئاسة العدالة والتنمية..مؤكدا لهم التزام الحزب بالتجاوب مع الظرفية التي تشكلت فيها الحكومة..و طبيعة الأغلبية التي أفرزتها صناديق الاقتراع وفق منظومة انتخابية يجد كل حزب نفسه حاضرا فيها..ومخاطبا أيضا من لم يجد نفسه في وجهة نظر الحزب من الحراك الشعبي..وهو تصور نابع من حرص الحزب على استتباب الأمن والطمأنينة وتلبية المطالب الشعبية..ومخاطبا كذلك منتقدي الحزب من مفكرين ومحللين سياسيين و إعلاميين مع الاحتفاظ بآداب الاحترام للجميع.. دون الرد عليهم بنفس قوة وشدة وجهة نظرهم و دون فتح باب الجدال مع معارضيه..ولم يدع مجالا خلال المدة الزمنية للبرنامج لقناصي الفايسبوك إيقاعه في شبكة الانتقادات اللاذعة..بواسطة سقوطه في زلة لسان أو تخريجة سياسية مفروطة لاستغلالها بالطرق الكاريكاتورية المألوفة و محاولة اللعب عليها والتفنن في صياغتها على شكل مادة دسمة لتداولها من طرف الجيوش الإلكترونية والتي من عادتها ترويج الفقاعات..
الحقيقة..أن الأفكار الكبيرة التي تحمل الإشارات والدلالات المادية والمعنوية والمعاني الراقي والمفاهيم التي تستمد قوتها من التجربة والخبرة..كل هذا لا يمكن للعقول الصغيرة مناقشتها من وراء حائط الكتروني..والإدلاء بدلو حولها ومعالجتها بالحجج الدامغة..
وختاما..فهذا التصريح الحواري للأمين العام موجه لأصحاب العقول الكبيرة المتشبعة بمبادئ وأخلاق الحوار الهادئ لمناقشة الأفكار الكبيرة انطلاقا من قناعات قد تكون مختلفة في الأيديولوجيا والمنهجية ولكنها تلتقي في فضاء فكري سياسي ديمقراطي راق..يرمي إلى تنمية وتطور النقاش السياسي.