Non classéالأخبار

الأخ الأعرج :المغرب شكل على امتداد التاريخ جسر تواصل ثقافي مع القارة الإفريقية

الرباط/ علياء الريفي

قال الأخ محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال،اليوم الاثنين بالرباط، إن المغرب شكل على امتداد التاريخ، جسرا للتواصل الثقافي مع قسم كبير من القارة الإفريقية. وأضاف الأخ الأعرج، في كلمة خلال افتتاح مؤتمر دولي حول موضوع “اللغات في إفريقيا: التهيئة اللغوية والمجالات الترابية”، ينظمه المعهد التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط على مدى ثلاثة أيام، “إننا اليوم، نشهد استمرارية نفس التواصل، حيث يشارك في هذا اللقاء عدد من الباحثين المنتمين لدول غرب إفريقيا لاسيما ممن درسوا في المغرب وحصلوا على شهادات جامعية رفيعة أهلتهم لتولي مسؤولية التدريس والتأطير العلمي في جامعاتهم الوطنية”.

وزير الثقافة الاتصال، الذي توقف عند أهمية موضوع اللغات في إفريقيا وما يتصل بها من حماية وتهيئة وتخطيط،أردف قائلا:”إن اللغات واللهجات الإفريقية المتداولة بين سكان القارة، تشكل حوالي ألفي لغة ولهجة أي ما يمثل 30 في المائة من مجموع اللغات واللهجات المتداولة في العالم اليوم” ، لكن هذا الغنى والتنوع اللغوي ـ يستطرد الوزيرـ تقابله صعوبات عدة، تهم أساسا، التوفيق بين اللغات واللهجات المحلية المرتبطة بالهوية الإفريقية، واللغات الموروثة عن الفترة الاستعمارية ومدى دورها في التنمية والتحديث، فضلا عن الصعوبات التي تعترض عملية تنميط كتابة اللغات الإفريقية على الرغم من المحاولات المختلفة التي قامت بها منظمة اليونسكو على سبيل المثال في مجال كتابة اللغات الإفريقية بالحرف اللاتيني أو معهد التعريب في ما يتعلق بكتابة اللغات الإفريقية بالحرف العربي، مضيفا أن هذه الصعوبات انعكست على عدة مستويات، ترتبط خصوصا بتلقين اللغات واللهجات المحلية بشكل خاص، وكذا الحفاظ عليها كموروث عالمي مشترك.

وبعد أن أكد الوزير حرص المغرب على دعم توجهه الإفريقي ليس فقط بالنسبة للجوانب الاقتصادية بل وكذلك فيما يتصل بما هو ثقافي وعلمي، بفضل السياسة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس الذي عمل خلال السنوات القليلة الماضية على دعم علاقات التعاون مع البلدان الإفريقية وتتويجها بعودة المغرب إلى أحضان منظمة الاتحاد الإفريقي، أعرب عن اعتزازه بأهمية الأنشطة العلمية والثقافية المكثفة التي يحتضنها المغرب والتي يشارك فيها الباحثون الأفارقة، وهو ما يؤكد على صلة الرحم العلمية التي لا بد أن تتعمق وشائجها لتعم جميع المؤسسات الثقافية الإفريقية مما سيساعدها على كسب رهان التنمية الثقافية التي تشكل الرافعة الأساسية لأي تنمية اجتماعية أو اقتصادية.

وخلص الوزير إلى القول إن القارة ينتظرها الشيء الكثير في مجال حماية اللغات الإفريقية وتطويرها وتنميتها، حيث أنها ما تزال تعاني من بعض العوائق التي يمكن تصنيفها إلى ما هو تاريخي وما هو سياسي وما هو سوسيو ثقافي، بل أيضا منها ما يدخل في الجانب البيداغوجي الديداكتيكي.

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر، الذي التأمت فيه نخبة من الباحثين المغاربة والأفارقة المنتمين لمختلف الجامعات ومعاهد البحث الإفريقية، من ذوي الاختصاص في مجالات اللسانيات والتهيئة اللغوية والإعلام والإدارة وبيداغوجيا تدريس اللغات، من أجل معالجة مختلف القضايا ذات الصلة بالموضوع، إضافة إلى ثلاث محاضرات افتتاحية، توزعت إلى ثمان موائد مستديرة تناولت أهم القضايا المرتبطة بالموضوع، وهي على الخصوص “اللغة العربية في إفريقيا: عوامل الانتشار وآفاق التطوير”، و”مساهمة الهيئات الإقليمية والدولية في تدبير التعدد اللغوي والتنوع الثقافي في إفريقيا”، و”السياسات اللغوية في إفريقيا”، سيعرف تنظيم موائد مستديرة ، تناقش مواضيع ترتبط ب”الحقوق اللغوية وتدبير التعدد اللغوي والثقافي في إفريقيا”، و”كتابة اللغات الإفريقية بالحرف العربي وتحديات الحوسبة”، و”التعدد اللغوي في إفريقيا ومتطلبات التنمية”، و”البعدان الأمازيغي والحساني في الثقافة الإفريقية”، وكذا “اللغات في إفريقيا: الهوية والانفتاح”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى