الأخ الأعرج:”الرصيد السياسي لعهد الحسن الثاني كان بالكثافة التي جعلت حضوره مستمرا في الغياب”
انطلقت اليوم الجمعة بالريصاني أشغال الدورة الثانية والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف، حول موضوع “الحياة السياسية في المغرب على عهد جلالة الملك الحسن الثاني”.
وتناقش هذه الدورة التي تنظمها وزارة الثقاقة والاتصال يومي 24 و 25 نونبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قضايا ومواضيع تؤرخ للحياة السياسية في المغرب في عهد جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني.
وقال مؤرخ المملكة، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، عبد الحق المريني، في كلمة بالمناسبة، إن جلالة الملك الحسن الثاني واكب مدة ملكه التي دامت ثماني وثلاثين سنة الأحداث الكبرى التي عاشتها قارات العالم، فاكتسب خبرة سياسية فذة جعلته قادرا على أن يتنبأ بالوقائع والتحولات قبل وقوعها.
وأضاف أن جلالة الملك اختار لأمته نظام الوسطية في كل شيء دينا ودنيا لأن أمة الوسط هي التي تعرف كيف توفق بين طاقاتها وامكانياتها وبين مطامحها وآمالها، وهي التي تطبق مبدأ الأفكار والسواعد معا، مشيرا إلى أن جلالته كان الملك المتحدي حيث تحدى الخصوم بالحريات العامة وبالدساتير البارزة وبالعناية بحقوق الإنسان.
وسجل أن “جلالة الملك الحسن الثاني تحدى الفقر بكل أنواعه فكان ينادي باشتراكية وسطية تغني الفقير الغني”، مشيرا إلى أنه كان يريد أن يرى في هذه الأمة المغربية المواطن المغربي الكريم والصالح النافع المتحلي بحسن المواطنة والسلوك والأخلاق.
من جهته، أكد وزير الثقافة والاتصال، الأخ محمد الأعرج، أن الموضوع التي تتناوله هذه الدورة يكتسي قدرا كبيرا من الغنى والتشعب إذ يستحضر ما عرفه عهد جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني من كثافة وتشعب للأحداث السياسية سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
وأبرز الأخ الأعرج أن استقرار المغرب وسيره في درب النماء والازدهار يجد تفسيره أو جزءا كبيرا من تفسيره، في تبصر الملك الحسن الثاني وفي بعد نظره ودقة قراءته للأحداث الوطنية والدولية، مشيرا إلى أن “الرصيد السياسي لعهد الحسن الثاني كان حقا بالكثافة التي جعلت حضوره مستمرا في الغياب”.
وأضاف الوزير أن الجامعة راكمت رصيدا طويلا من الإنجازات العلمية والفكرية المرتبطة بالتاريخ الوطني بفضل جهود أعضاء اللجنة العلمية الذين واكبوا هذا المحفل العلمي بعملهم الجاد وعطاءاتهم المتواصلة.
من جانبه أكد والي جهة درعة تافيلالت، محمد بنرباك، في كلمة ألقاها نيابة عنه الكاتب العام للولاية، أن جلالة المغفور له الحسن الثاني خلف وراءه إنجازات ضخمة إن على مستوى التنظيم وكذا تنمية المغرب وتعزيز إشعاعه الدولي، إذ جعل المغرب بفضل حنكته وتبصره يربط علاقات متميزة مع مختلف دول العالم حيث كان له تأثير ووزن خاصين على مستوى العالم العربي والإسلامي.
وسجل بنرباك، أن جلالة المغفور له الحسن الثاني عرف كيف يمزج بين معركة المحرر والطوق الدائم للسلم حيث بقي المغرب مخلصا لروح وحدته وتعبئته التي تجسدت في مسيرات النماء وحفظ السلام وتقارب الشعوب.
ويتضمن برنامج هذه الدورة عرض شريط وثائقي حول “الملك الباني”، وتنظيم معرض حول “البعد الإفريقي للمغرب” ، ومحاضرات يلقيها مؤرخون وباحثون ومختصون مغاربة في التاريخ المعاصر.
وتميزت الجلسة الافتتاحية بحضور المنتخبين المحليين وأساتذة وباحثين بالإضافة إلى شخصيات مدنية وعسكرية.