الأخبار

افتتاح السنة التشريعية في ظل تعبئة وطنية شاملة لتنزيل الإصلاحات

سيفتتح جلالة الملك محمد السادس، زوال اليوم الجمعة الثانية من شهر أكتوبر، الدورة الأولى من السنة التشريعية الأخيرة من الولاية الثامنة طبقا لمقتضيات الدستور. ويأتي افتتاح هذه السنة التشريعية والمغرب يعيش بقيادة جلالة الملك مرحلة متميزة من وضع أسس بناء مغرب التحديات من خلال تنفيذه لأجندة الإصلاحات التي حملها دستور فاتح يوليوز2011 وقبلها مبادئ خطاب تاسع مارس، وما تبع ذلك من مبادرات ملكية على مستوى مواصلة مسلسل التنمية من خلال الأوراش التي يواصل جلالته إعطاء انطلاقتها عبر مجموع التراب الوطني، وخصوصا المناطق الهشة.
إن أهم ما يميز افتتاح الدورة الحالية هو ما ينتظره المغاربة من استحقاقات يوم 25 نزنبر التشريعية المبكرة باعتبارها لبنة أساسية لتجسيد الإصلاح والتغيير بإقامة مؤسسات منتخبة تعبر عن إرادة المواطن وتحظى بدعمه ومشاركته وثقته.
تأتي هذه المناسبة والمواطن يتابع تطورات المشهد السياسي الوطني والحزبي وما ستؤول إليه تفاعلات مبادرات وضع نواة لقطبية سياسية تخرج المغرب من دوامة تكرار فسيفساء الخريطة السياسية التي شكلتها نتائج الاستحقاقات التشريعية السابقة.
فإذا كان افتتاح الدورة التشريعية اليوم لبرلمان تم انتخابه في ظل برلمان انتهى العمل به ،فإن العمل بهذه الإمكانية الانتقالية يأتي في سياق مواصلة المؤسسة التشريعية الحالية إعداد النصوص القانونية للانتخابات المقبلة والمصادقة إلى جانب ذلك على نصوص أخرى مستعجلة ضمن جدول أعمال الدورة الاستثنائية.
من المنتظر أن يعطي الخطاب الملكي السامي أمام نواب ومستشاري غرفتي البرلمان المزيد من الإشارات حول خارطة طريق الإصلاحات والتوجهات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمؤسساتية التي سيعرفها المغرب انطلاقا من الاستحقاق الانتخابي الوشيك، التي لابد وأن يتم في إطار ضمانات النزاهة والشفافية التي وفرها الدستور وتعهد بالحرص على تجسيدها المسؤولون.
يأتي افتتاح هذه الدورة والحركة الشعبية مدركة لأهمية المرحلة ورهاناتها وأبعادها وما تتطلبه من تعبئة ليس من أجل مصلحة الحركة وحدها ولكن ،قبل ذلك من أجل بناء الوطن والمحافظة على قيمه وحماية توابته وتأمين مناعته مما يتهدده من تحديات مختلفة المنابع، والحركة تعتبر نفسها عنصرا فاعلا في الأحداث والتحولات،وستبقى بحكم مرجعيتها ونضالها وتمثيليتها الاجتماعية عنصرا أساسيا في المعادلات السياسية.

عبد الرحمن بوحفص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى