الأخبار

اطمئن… لن نبيع !

محمد مشهوري

صباح أمس، وككل "صباحات سيدي ربي"، كانت أول رائحة خنقت أنفاسي هي تلك المنبعثة من طرقات الحي، ويا ليتها كانت رائحة "الزفت" المغشوش الذي يفتح شهية المقاولات المحظوظة للحصول على صفقات جديدة مع أول قطرة غيث، لكنها كانت رائحة "عصير الزبالة" التي تتركه الشاحنات المهترئة لجمع النفايات. حمدت الله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
واصلت طريقي نحو محطة الحافلات، لأعيد إنتاج تأكيد "بلادتي" المتجسد في انتظاري اليومي للذي لن يأتي حتي يعيل صبري وصبر المنتظرين معي، ليكون الخلاص سيارة "خطاف" تنقلني إلى الوجهة التي أريدها وبتسعيرة خمسة دراهم (لا غلا على مسكين).
داخل السيارة التي تقل 9 أشخاص زائد السائق، سرح فكري في فاتورة الماء والكهرباء التي تضاعفت هذا الشهر، على الرغم من أن استهلاكي ظل كما هو عليه ولم أفتح داخل بيتي ورشة لصناعة غيار الطائرات !
تذكرت أيضا أنني لم أغير بطاقة تعريفي الوطني التي انتهت صلاحيتها منذ شهر شتنبر 2010، لأنني كلما فكرت في السفر إلى باب المروج بضواحي تازة للحصول على النسخة الكاملة، "شنت علي" الجماعات المحلية إضرابات أسبوعية متواصلة، ولست أدري كم سيكلفني عدم تجديد البطاقة من "غرامات". مرة أخرى أحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه، لأن جواز سفري لا زال صالحا وبه صوتت في اقتراع 25 نونبر، وسأصوت في ما هو آت من الاستحقاقات الجماعية، ولكن بعد محاسبة الذين يهاجمون أنفي كل صباح و يهينون كرامتي بحرماني من وسائل نقل لائقة ويقتطعون تعسفا مبلغا كبيرا من رزقي نظير استهلاك عاد للماء والكهرباء. أما قضية البطاقة الوطنية، فسأتصل بعبد الرحيم أريري لكي "يضمنني" إذا ما أوقفتني دورية بالدار البيضاء، ففي الرباط لا مشكل لدي بهذا الخصوص، لأن "الخطاف" يقلني من "الدار للخدمة ومن الخدمة للدار".
اطمئن… من يعيش كل هذه المعاناة، لن يبيع وإلا استحق الانتماء إلى القطيع !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى