..هو إقرار بأن المغرب أمازيغي صمد في وجه كل الغزاة وعانق الإسلام طوعا لا كرها ولم يرتض غير الملكية (تيلادت) نظاما للحكم وضامنا للوحدة الوطنية
علياء الريفي
أكد محمد أوزين الأمين العامة لحزب الحركة الشعبية، أن احتفاء المغاربة اليوم بالتقويم الأمازيغي، بعدما قررا جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، رأس السنة الأمازيغية الجديدة، عيدا وطنا رسميا مؤدى عنه، ” هو تصحيح لتاريخ بلادنا، الذي حاول البعض اختزاله في 12 قرنا، هو أيضا إقرار بأن المغرب أمازيغي، صمد في وجه كل الغزاة، وعانق الإسلام طوعا لا كرها، ولم يرتض غير الملكية ( تيلادت) نظاما للحكم، وضامنا للوحدة الوطنية”.
أوزين الذي اعتنم مناسبة الأحتفال برأس السنة الأمازيغية 2975، لتوجيه رسال شكر وامتنان لجلالة الملك، مباركا لجلالته هذا العيد السعيد، متمنيا لجلالته دوام موفور الصحة والسعادة وموصول المجد والسؤدد ليواصل قيادة المنجزات في مغرب إرادة ملك وشعب قادر على تحقيق المعجزات.
كما توجه بالتهاني أيضا إلى ولي العهد المحبوب صاحب السمو الملكي مولاي الحسن، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، والى الشعب المغربي الوفي، وإلى كل أمازيغ العالم من جزر الكاناري إلى سيوا بمصر، وإلى أمازيغ العالم في كل القارات.
وبالموازة، قال أوزين في كلمة توجيهية بمناسبة احتفال الحزب برأس السنة الأمازيغية “إيض يناير” 2975، تحت شعار:”الأمازيغية ..عمق ثقافي ..وركيزة أساسية في تمغربيتنا، والذي احتضنت فعاليات قاعة المحجوبي احرضان بمقر الأمانة العام للحزب (قال) إن الاحتفال بيناير، نعيد إحياء التاريخ، بطقوسه وتقاليده العريقة. إنها وسيلة للتعبير عن ارتباطنا بهذه الثقافة والحضارة العريقة، من خلال تسليط الضوء على التراث الغني المادي وغير المادي،علاوة على تعزيز القيم الإنسانية، فينايرمرادفلإحياء المعرفة (فالمعرفة تذكر والجهل نسيان كما تقول الفلسفة الإغريقية القديمة)، علاوة على الانفتاح على الآخر واحترام معتقداته، وهي قيم لا محيد عنها بالنسبة لأيتجمع بشري يسعى إلى التعايشفي إطار التنوع.
وبالمناسبة، اغتنم أوزين الفرصة للرد على بعض دعاة التبخيس والإقصاء، للأمازيغية مؤكدا أنها ليست مجرد لغة، بل هي ثقافة ونمط عيش، وتعبير عن انتماء إلى حضارة عريقة بتقاليدها وطقوسها وقيمها المتوارثة جيلا بعد جيل، مضيفا أن الأمازيغية هي وسيلة لنقل القيم، هي رمز الصمود أمام كل محاولات الإفناء.
بالمقابل، وجه رسائل نقد إلى الحكومة التي تتطاطل في تزيل الأمازيغيةكما نص دستور المملكة على ذلك، مشددا على أن الأمازيغية، ليست مجرد فولكلور وأهازيج ورقصات تقدم في سهرات نهاية الأسبوع، ولا تختزل في يافطات على الطرق السيارة، ولا يقف تنزيلها عند مجرد معهد، بل هي ضرورة تاريخية ومستقبلية وركن أساسي في الحفاظ على قوة أمة، مبرزا أن تفعيل الدسترة، يتطلب إرادة حقيقية لدى الحكومات ورصد إمكانيات ضخمة في التعليم والإدارة والقضاء والخدمات العامة، وإعادة الاعتبار للهامش في البادية والجبل. فالأمازيغية هي أيضا تنمية.
وخلص أوزين إلى تجديد الإلتزام بمنواصل الترافع من أجل ترسيخ مكتسبات هي لكل المغاربة جميعا، قائلا :”من منطلق الإيمان بأن “ما لا يدرك كله، لا يترك جله”، سنواصل الترافع من أجل ترسيخ مكتسبات هي لكل المغاربة جميعا، ثقتنا كبيرة في جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، الذي كان له الفضل بعد الله تعالى، في خروجنا للفرح في العلن، بعيد لم يبارح، على مدى العصور، الخيام والبيوت”.
يذكر أن الإحتفاء برأس السنة الأمازيغية “إيض يناير” 2975، تواصل بعد ذلك بأمسية ثقافية وفنية وإبداعية متنوعة سلطت الضوء على جماليات الثقافة الأمازيغية ومكونات هذا الإرث الحضاري، بمشاركة نخبة من نساء ورجال الفكر والشعر والفن والإعلام.