زينب أبو عبد الله
انتقد المستشار البرلماني نبيل اليزيدي، استراتيجية الحكومة في ترجمة مؤشراتها وأرقامها المتفائلة إلى واقع يلمسه المواطن في حياته اليومية وفي قفته، وفي تحصين حقوقه وحفض كرامته، قائلا:”الحكومة نجحت في تصدير الماء والعملة الصعبة في المجال الفلاحي وعجزت في تحصين الامن الغذائي للمغاربة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في اللحوم والدواجن والحبوب، والنتيجة أن اللحم والدجاج ومختلف المواد الغذائية والسلع والخدمات صارت صعبة المنال على المواطنين والمواطنات”.
وقال اليزيدي في تعقيب على عرض رئيس الحكومة عزيز اخنوش، قدمه خلال جلسة الأسئلة الشهرية حول السياسة العامة التي خصصت لموضوع”المؤشرات الاقتصادية والمالية وتعزيز المكانة الدولية للمغرب” اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، إن الحكومة عجزت عن بلوغ أي رقم من أرقامها الموعودة لا في نسب النمو ولا التضخم ولا المحصول الزراعي وظل سقف 4% كطموح بعيد المنال رغم أنه سقف لا أثر له على رهان التنمية ولا سوق الشغل، فيما مؤشر التضخم يقيس المغاربة يوميا حجمه الحقيقي وتترجمه ملايين الأسر التي تدهورت معيشتها بشهادة المندوبية السامية للتخطيط.
وأضاف المستشار البرلماني أن مقومات الصمود في المجتمعات تقاس بصحة الاقتصاد واستقرار الحالة الاجتماعية، مسجلا أن مؤشرات الإحصاء العام كشف على قنابل موقوتة منها ، معدل البطالة، الذي بلغ 21,3% بسقف جهوي تحاوز 31%، في غياب حلول للتشغيل المستدام، وتدفق الهحرة القروية غير مسبوقة مقابل عجز حكومي عن إبداع بدائل لبناء مجتمع قروي وجبلي مستقر، علاوة على اعتماد سياسات عمومية تعمق الفوارق المجالية والاجتماعية في ظل خيار الجهوية المتقدمة في إطار وحدة الوطن والتراب.
في نفس السياق، أكد اليزيدي أن الحكومة نجحت في تحويل عائدات ضرائب المقاولات والمواطنين الى هوامش مالية، بعيدا عن أعين ممثلي الأمة، ولخدمة المؤسسات العمومية المفلسة دون رقابة ولا محاسبة ولا تقييم المردودية، علاوة على عجزها في بناء رؤية مستدامة للتمويل الورش الملكي الاستراتيجي حول الحماية الاجتماعية قامت بدعم فئوي عابر لصناعة سلم اجتماعي مغشوش وعابر.
وخلص المستشار البرلماني إلى المطالبة ببناء استراتيجيات وطنية لتنزيل النموذج التنموي الجديد بعمقه الاقتصادي والاجتماعي الحقوقي والمجالي، وبناء أفق سياسي قوامه صناعة حلول لمشاكل المجتمع.
