Skip links

الزعيم أحرضان

محجوبي أحرضان

لا يمكن الحديث عن الحركة الشعبية دون الوقوف عند اسم محجوبي أحرضان الذي شكل بشخصيته ورمزيته ومساره النضالي علامة مميزة لهذه المدرسة السياسية الوطنية التي كانت أول حزب يرى النور في المغرب المستقل ، كما لا يمكن الحديث عن أبطال التأسيس دون الزعيم الوطني الصادق احرضان رفقة ثلة من المقاومين واعضاء جيش التحرير وقادة وطنيين أمثال لهبيل البكاي ولحسن اليوسي وعدي وبيهي وبالميلودي و محند ابن حدو وحدو ابرقاش وعائلات وطنية امثال ايت واسو وإمحزان وغيرها، الذين بفضل تضحياتهم الجسام كانوا وراء ميلاد الحركة الشعبية كقلعة وطنية قاومت الحزب الوحيد ، وأرست بتعاون خلاق مع السلطان محمد الخامس والملك الحسن الثاني قدس الله روحيهما مغرب المؤسسات والتعددية السياسية والثقافية واللغوية والإنصاف المجالي والعدالة الاجتماعية والمجالية.
محجوبي احرضان هو شخصية سياسية وعسكرية مغربية بارزة، لعب دورًا مهمًا في التاريخ السياسي المغربي. ولد في عام 1921 بهضبة أولماس وتوفي يوم 15 نونبر 2020 في قدر تاريخي جعل وفاته، كما حياته، مقرونا بيوم صدور ظهير الحريات العامة سنة 1958، بدأ مساره كقائد عسكري، حيث شارك في العديد من الأحداث التاريخية المهمة في المغرب، خصوصًا خلال فترة الاستعمار الفرنسي حيث خاض حروبا ضد النازية دفاعا عن الحرية، كما كان قائدا على ولماس خلفا لوالده وثمت إقالته من طرف المقيم الفرنسي لأنه اختار صف الشرعية ورفض التوقيع ضد خلع السلطان الشرعي للمملكة المغربية محمد الخامس رضوان الله عليه.
بعد الاستقلال مباشرة، وبعد دعمه لجيش التحرير كان للزعيم احرضان بصمات في إدماج جيش التحرير في القوات المسلحة الملكية، كما عين أول عامل على الرباط والنواحي بما فيها الغرب، وهو المنصب الذي سيغادره بعد رفضه أساليب التعذيب والاغتيالات التي كان يشرف عليها الحزب الوحيد وميلشياته المسلحة وفي مقدمتها اغتيال رمز جيش التحرير عباس المسعدي وما طال المقاومين وأنصار الحرية من تنكيل في دار بريشة وغيرها، وهو ما تفاعل معه الزعيم أحرضان في الندوة الصحفية لإعلان ميلاد الحركة الشعبية بقولته الشهيرة والمعبرة: " لم نحصل على الاستقلال لنفقد الحرية ".
سياق دفع أحرضان ورفاقه إلى أن يكون أحد مؤسسي الحركة الشعبية في عام 1957، ليطالها المنع من طرف حكومة الحزب الوحيد بقيادة الاستقلالي احمد بلافريج ، خاصة بعد مساهمة احرضان رفقة الدكتور الخطيب في نقل جثمان الشهيد عباس المسعدي من فاس الى مقبرة الشهداء بأكنول ، والذي كلفه الاعتقال والسجن والذي لم يغادره الا بعد انفجار ثورات بالأطلس والريف والجنوب الشرقي ضد الحزب الوحيد بقرار المتابعة في سراح مؤقت ، وهي احداث مهدت لصدور ظهير الحريات العامة وبالتالي الاعتراف القانوني بميلاد حزب الحركة الشعبية في فبراير 1959 .
بعد تنظيم انتقالي لقيادة الحزب في مؤتمره الاول قاد محجوبي احرضان الحركة الشعبية منذ 1962 في مؤتمر بمراكش ولعدة سنوات وكان له دور بارز في الحياة السياسية المغربية، حيث شغل عدة مناصب وزارية، بما في ذلك وزير الدفاع الوطني لمرتين، كما وزارة الفلاحة والإصلاح الزراعي ووزير الدولة مكلف بالبريد والمواصلات ووزير التعاون ثم وزير دولة.
طيلة مساره الغني والمطبوع بالصراعات والانشقاقات داخل الحزب ظل أحرضان مؤمنا بتوجهه السياسي المرتكز على تعزيز الهوية الأمازيغية والدفاع عن حقوق سكان البوادي والقرى في وفاء دائم لمقدسات وثوابت الوطن، كما يعتبر أحرضان من الشخصيات الأوائل والقلائل التي ساهمت في ترسيخ مفهوم التعددية في المغرب من خلال دعوته إلى إشراك مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية في الحياة السياسية وأطر أجيال من الأطر والمناضلين بصموا مسار الحزب والوطن.
كثيرة هي المحطات والبصمات التي خلدها أحرضان في التاريخ السياسي للمغرب المستقل، ومذكراته الدقيقة والمفصلة خير مرجع، وبصماته أكبر في بناء ذاكرة ومسار الحركة الشعبية، مؤسسا، وراعيا للاندماج وإعادة توحيد صفوف الحركة الشعبية.
وتبقى قوة احرضان في جمعه الخلاق بين صرامة البدلة العسكرية ودهاء وحنكة السياسي وانسيابية ريشة الفنان التشكيلي، وقبل كل ذلك رمز لقيم تيموزغا وتمغربيت والوطنية الصادقة.