Skip links

في المؤتمر التأسيسي لمنظمة الطلبة الحركيين..أوزين يُوصي بتنظيم يؤسس لوعي جديد يساهم في إعادة الاعتبار الى الجامعة المغربية

صليحة بجراف ـ عدسة الشارف

أوصى محمد أوزين الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، اليوم السبت بالرباط، الطلبة الحركيين، بالتسلح بالمعرفة والأخلاق وروح العزيمة والأمل، للتموقع كطرف أساسي في مسار الإصلاح من أجل مواصلة بناء المغرب تحت القيادة الرشيدة لملك حكيم يتبع خطاه شعب صبور.

الشباب رهان المستقبل

وشدد أوزين، في كلمة توجيهية، خلال افتتاح أشغال المؤتمر التأسيسي لمنظمة الطلبة الحركيين تحت شعار”الطلبة الحركيون…نبض الوطن وقادة التغيير”على أن حزب الحركة الشعبية يركز بقوة على الشباب باعتبارهم رهانا للمستقبل، منوها باختيار اللجنة التحضيرية، لشعار يترجم رغبة الحركة الشعبية من التنظيم ، قائلا :”نريد أن يكون تنظيما يؤسس لوعي طلابي جديد، يساهم في إعادة الاعتبار الى الجامعة المغربية، التي لم تكن إلى وقت قريب، مشتلا لتخريج الكفاءات والطاقات الفكرية والعلمية فحسب، بل كانت أيضا مدرسة لتعلم الوطنية ومد البلاد بالكفاءات السياسية القادرة على تحمل المسؤولية وتمثيل المغرب أحسن تمثيل”.

الدعوة إلى الصمود في وجه الرداءة

عبر أوزين عن أسفه لما تعرفه الجامعة المغربية من فساد أساءت إلى مصداقيتها وصيتها المشرف الذي كان، بسبب ممارسات غير أخلاقية وجرمية اقترفها بعض منعدمي الضمير من أجل تلبية نزوات عابرة أو الحصول على أموال زائلة لا تساوي جناح بعوضة أمام قيمة الشرف”

في المقابل، اعتبر أمين عام حزب الحركة الشعبية هذا الواقع المؤسف،”استثناء مسيئا ومخزيا”، لا يجب أن يقتل الإرادة والأمل ، مسجلا أن الحركة الشعبية ضد التعميم، لاسيما وأن غالبية أساتذة الجامعة شرفاء يمتلكون ضمائر حية وغيرة صادقة على سمعة الجامعة التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من سمعة الوطن.


أوزين، الذي عبر عما يخالج وجدانه من مشاعر عميقة، أمام حوالي 1000 مؤتمرة ومؤتمر من الطلبة، قال إنه ابن الجبل خريج المدرسة العمومية المغربية، ابتدائيا وثانويا وجامعيا، وعلى الرغم من الانشغال بالمسؤوليات السياسية والحزبية والتمثيلية في المجالس المنتخبة، لا تزال تسكنه نوستالجيا جميلة إلى مدرجات الجامعة وأجوائها الطلابية وطقوسها النضالية وإلى وجبة 28 ريال في المطاعم الجامعية وفرحة الحصول على منحة ننتظرها بفارغ الصبر على الرغم من عدم تلبيتها لاحتياجات الطلبة”.

وخاطب أوزين المؤتمرات والمؤتمرين مضيفا:”أن المهام المطروحة عليهم جد صعبة، لكنها ليست بالمستحيلة، شرط امتلاك القدرة على الصمود في وجه التردي والرداءة، واعتناق القيم الفضلى المبنية على الوطنية الصادقة والمواطنة الحقة وعلى الإيمان بالنبوغ المغربي”.

وتابع أوزين مردفا:”تدخلون غمار تجربة جديدة في مجال التأطير الطلابي، عليكم استحضار تجارب الماضي، التي كان لها ما لها، كما كان عليها ما عليها”.

وفي هذا الصدد، يرى أوزين أنه بعد الاستقلال، بل وحتى قبله، كان النشاط الطلابي حاضرا بقوة على ساحة الأحداث السياسية، ومساهما في صنع التاريخ وفي تمكين البلاد من كفاءات بصمت تاريخ المغرب المستقبل ولا تزال على الرغم من ثقل العمر والسنين، إلا أن هذا التأطير الطلابي المفترض فيه أن يكون منفتحا على كل المغاربة مهما اختلفت أطيافهم وتباينت توجهاتهم، سقط في فخ التعصب الإيديولوجي الأعمى وتم تسخيره لتصفية الحسابات السياسية الضيقة عوض تأهيل الطلبة لمسؤولية الغد، ولخدمة وطنهم بكفاءة السياسي الوطني وبالمعرفة العلمية الدقيقة والرصينة، حسب تعبير أمين عام حزب الحركة الشعبية.
و أكد أوزين أن هذا التخندق الطلابي خلق تداعيات خطيرة، بعدما تحولت الساحة الطلابية إلى حلبة للصراع والعنف والترهيب وإلى سقوط ضحايا بسبب هيمنة الفكر الأحادي، الذي كانت الحركة الشعبية في صدارة المتصدين له.

وسجل أوزين أن إجهاض التنظيم الطلابي، فتح المجال أمام ممارسات ظلامية أو متطرفة، دفعت بالطلبة إلى العزوف عن العمل التنظيمي كمدخل ضروري لولوج الحقل السياسي، وتراجع مستوى الجامعة المغربية، بسبب مخططات ارتجالية خاضعة للمزاج تحت يافطة ما سمي ب”الإصلاح الجامعي”.

استحضار التاريخ لاستخلاص الدروس

وفي هذا الإطار، دعا أوزين الطلبة الحركيين إلى استحضار هذا التاريخ، من أجل استخلاص الدروس والعبر، وعدم السقوط في فخ ومستنقع ممارسات تؤدي الجامعة المغربية ثمنها باهظا الآن.

وخاطب أوزين الطلبة المؤتمرين قائلا:”وأنتم تقدمون على هذه المبادرة التنظيمية، كونوا واعين بأنكم ستواجهون العديد من الصعاب وجيوبا للمقاومة من تيارات لا تزال تعيش على أوهام الماضي وعلى خرافات ما قبل سقوط جدار برلين، لكن إياكم أن تسقطوا في فخ الاستفزاز والاستفزاز المضاد”.

كما أوصى الطلبة بنهج أسلوب الإنفتاح والإبتعاد عن الصراعات الجانبية واستعمال لغة الحجة والإقناع وتقبل الاختلاف وأن كونوا قوة اقتراحية بالنسبة لمشاريع الإصلاح الجامعي، والابتعاد عن الأساليب النمطية والعقيمة في التعامل مع رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ومدراء المعاهد والأحياء والإقامات الجامعية والأساتذة والإداريين قائلا :”كونوا مؤسسين لفعل طلابي جديد، يليق بمستوى طموحات وتطلعات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي يعتبر من خريجي الجامعة المغربية”.

وختم أوزين كلمته، برفع أصدق التهاني إلى جلالة الملك بمناسبة حصول ولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي مولاي الحسن على شهادة الماستر بامتياز واستحقاق ومن جامعة مغربية.

لعفر : التنظيم تعاقد حقيقي للتغيير المستقبلي

من جهته، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي كمال لعفر، الذي ذكر بمحطات التحضير لميلاد هذا التنظيم الطلابي الذي انطلق منذ شهور، قائلا إن التنظيم، سيكون تعاقدا حقيقيا للتعيير المستقبلي وفق الدينامية التي يعرفها حزب الحركة الشعبية منذ مؤتمر الوطني الأخير بقيادة الامين العام لحزب الحركة الشعبية.

ناصري يرد على شائعات انشقاق مزعوم داخل الحزب

أما عبد الكريم ناصري مسير جلسات المؤتمر، فقد استغل المناسبة، أمام جموع الطلبة المؤتمرين، ورئيس الحرب محند العنصر، وحليمة عسالي الرئيسة المؤسسة بمنظمة النساء الحركيات وعضو المكتب السياسي، وبعض أعضاء المكتب السياسي وسفير جزر القمر بالمغرب و بعض أعضاء المجلس الوطني ومنتخبين ورؤساء وممثلي الروابط الحركية فضلا عن عدد من المناضلات والمناضلين الحركيين وعدد من الطلبة الأجانب، ليرد على كل الشائعات والأخبار الزائفة التي تروج لانشقاق مزعوم داخل الحزب.

وجدد ناصري تماسك صفوف حزب الحركة الشعبية، قيادة وقاعدة، وانخراط مختلف هياكلها وفريقيها بالبرلمان، وكل منظماتها وروابطها الموازية في الدينامية السياسية والتنظيمية التي يشهدها الحزب، وبانتصارها الجماعي الموحد و الموصول للأفق الحركي الجديد بمنطق وحدة الهدف والصف.

يشار إلى أن المؤتمر التأسيسي لهيئة الطلبة الحركيين، الّذي تخللته شهادات حية لطالبات وطلاب من مختلف الجهات يهبرون عن تطلعاتهم من تأسيس التنظيم الطلابي الحركي، عرف المصادقة وبالإجماع على مشروع القانون الأساسي للمنظمة.

كما تم انتخاب كمال لعفر رئيساً للمنظمة بأغلبية أصوات المؤتمرات والمؤتمرين.

Leave a comment