مرة اخرى ، تأبى سنابل ميدلت إلا أن تكشف عن مزيد من الرسائل بعمق سياسي أصيل، بالأمس القريب فازت الحركة الشعبية بكل المقاعد الانتخابية المحلية المعادة وخرج الخصوم السياسيين بوفاض فارغ. كذأب كل معركة انتخابية منذ 2021، حلفوا وتحالفوا ضد الحركة الشعبية فقهرتهم السنبلة وفازت بكل الغلة ، ولأن خصوم السنبلة تملكهم الغباء السياسي فهم لم يدركوا أن الوقت وقت الحصاد لسنابل زرعت بذورها بمحراث المصداقية والقرب ومعايشة يومية لمشاكل ساكنة الجبال والمجال الغابوي ومختلف مداشر أقليم ميدلت وقلبها الحضري!!! .
قد يعتبر كل جاهل للتاريخ السياسي لإقليم ميدلت وجهة درعة تافيلالت أن النتائج المتميزة والمتواصلة للسنبلة مفاجأة أو ضربة حض !! والحال أن واقع اليوم والغد في الاقليم ، كما الجهة ، هو رسالة طبيعية ومنطقية عنوانه مصالحة تاريخية للسنبلة مع عمقها المجالي، فمنذ متى تعرف ميدلت وجهة درعة تافيلالت طفيليات حزبية بعضها دخيل وبعضها صنعتها الحركة الشعبية بحسن نية وبؤتها أرقى المناصب !، وبذل رد التحية بأحسن منها إرتدت ضد مهدها بوازع غرور سياسوي غدته طيبوبة الساكنة وكرسه إغراء مواقع مفترضة ، ولأن القدر السياسي لا يرحم أجهضتها بركة الحركة الشعبية! وانتهى الكلام كما انتهت الأحلام والوعود !!! .
للدكرى والتاريخ ، فأي حزب مغربي منح خمس حقائب وزارية لأبناء درعة تافيلالت، وحصة ميدلت منها مقعدين!!! اي حزب منح عضوية المحكمة الدستورية لكفاءتين حزبيتين غير الحركة الشعبية!! أي حزب تحضر فيه خمس قيادات من درعة تافيلالت في مكتبها السياسي غير الحركة الشعبية، وضمنهم رئيس مجلس حكماء الحزب وناطقها الرسمي لثلاث ولايات !!!
أي حزب في الجهة جينات ميلاده من تربة جهة درعة تافيلالت غير الحركة الشعبية!!! فهل ننسى عدي وبيهي الذي دفع ثمن حياته ضد الحزب الوحيد ووفاء للملكية ومغرب المؤسسات ، ومعه المئات من مؤسسي الحركة الشعبية في ميدلت وتافيلالت وتنغير وزاكورة وورزات !! فبأي ألأ ربكم تكدبان !!!
لقد ظلت الحركة الشعبية منذ ميلادها سنة 1957،بتضحيات جسام ، تفوز بكل المقاعد البرلمانية والجماعية في كل ربوع درعة تافيلالت في العديد من المحطات الانتخابية المتوالية منذ 1959، فما الغريب اليوم أن نعانق هذا التاريخ وتعود السنبلة الى موقعها المشروع والمستحق تحت إشراف منسق جهوي كمولاي براهيم القرطبي ، ومعه قيادات جهوية وازنة في مختلف اقاليم الجهة ، وهو سليل أسرة حركية عريقة، شكل الأب الروحي مولاي العربي القرطبي عمودها الفقري ومعه نجله الأكبر رمز الحكمة والوفاء مولاي سعيد القرطبي ، ومعهم أعيان وأطر وشباب أمنوا بأن السنبلة عنوان الكرامة وتستحق ربط المستقبل بالماضي ، وأمنوا أن النباثات المستوردة أو المستنبتة أو التي غيرت جلدها الحركي المصطنع أصلا لا مستقبل لها في تربة لا مكان فيها لغير البذور الأصيلة والمتأصلة ، ولا ثقة لها في كل طير يطير أو وردة تذبل خارج مناخها الطبيعي، أو ميزان مختل في تربة تزن الأمور بحكمة وأصالة ، وتفظل الحرث الأصيل على الحرث المصطنع !!!
لقد علمنا الزعيم الحركي أحرضان أن الأسد قد يؤخر المعركة حالة ضعف الخصم وحين يصر الخصم على مواصلة المعركة فسيعرف من هو الأسد !!!
علمنا الزعيم احرضان أن الحركة فكرة لا تموت وأن كل المغاربة حركيون الى أن يختاروا التخندق في فكر لا يلائم تربة وأصالة المغرب .
علمنا الزعيم أحرضان أن النبثة الأصيلة تنمو وتكبر في مناخها الطبيعي والملائم. أما النباثات المصنوعة فهي عابرة ومؤقتة وقصيرة في عمرها حتى وإن تلقحت ببذور أصيلة ، فلا مستقبل للشهدية أمام أصالة تفاح ميدلت ، ولا شجرة مستوردة قد تنافس أرز ميدلت الأصيل ، ولا قاموس سياسي مصطنع يعوض صوت السنابل الشامخة ،وإن إستفاد من تلقيحها في مجد عابر، لأن الوهم مهما طال أمده يتحول الى حكاية عجائز خارح التاريخ والمستقبل، فالوطن يبنى وسيبنى بسنابله الأصيلة وليس بتسويق مجد فيه جزء حقيقي صنعته الحركة الشعبية وفيه الكثير من الخرافات والوعود غير القابلة للتحقق لأن الزمن والمجتمع المغربي ينتصر للمستقبل وليس للأوهام والإستقواء بجاه حكومي عابر في وطن يعتز بملكه الهمام وشعبه الواعي والصبور ودائم الوفاء لمقدساته وثوابته.
فهل وصلت رسالة ميدلت ومعها جهة درعة تافيلالت؟ فالسنبلة قادمة بقوة وستربط الماضي بالمستقبل ، ولا عزاء لعابري السبيل، ولا منتعلي انتماءات حزبية تحث إغراء المصالح الضيقة ، فلا مستقبل لغير السنبلة ، فحتى لو ماتت سنبلة واحدة فهي تملأ الوادي سنابل !!!.