يعقد حزب الحركة الشعبية بعد غد السبت دورة مجلسه الوطني تحت شعار” الحركة هي الأصل وهي البديل”.
الدورة، التي يحتضنها “نادي كهرماء” بأسفي، تـأتي في سياق الدينامية غير المسبوقة التي تعرفها الأمانة العامة لحزب الحركة الشعبية، بقيادة الأمين العام للحزب محمد أوزين، وتجسدها روح جماعية متجددة، وإرادة صادقة لإعادة بناء الحزب على أسس حديثة ومسؤولة.
فقد تحولت دورات المجلس الوطني إلى محظات سياسية نوعية، تجاوزت الطابع التنظيمي لتصبح فضاءً للتفكير، والتقييم، والإنتاج السياسي الجاد.
من الداخلة إلى سلا ثم إفران، أكد الحزب أنه لا يكتفي بالشعارات، بل يربط القول بالفعل، ويترجم مرجعيته الوطنية إلى مواقف واضحة، من خلال تفاعله الصادق مع قضايا الوطن والمواطن.
كما أصبح المجلس الوطني منصة لطرح القضايا الكبرى، ومجالاً لتقويم السياسات العمومية، خاصة في مجالات التعليم، العدالة المجالية، الحماية الاجتماعية، والهوية الوطنية بكل مكوناتها وفي مقدمتها الأمازيغية.
في دورة الداخلة، التي التأمت تحت شعار “من مسيرة الوفاء إلى مسيرة النماء”، تم التشديد على الانخراط الجاد في الدفاع عن القضية الوطنية، مع التأكيد على تعزيز الجهوية المتقدمة، خصوصا في الأقاليم الجنوبية، وتفعيل التنظيمات الموازية كمنظمة النساء والشباب والمغاربة المقيمين بالخارج.
أما دورة سلا، فقد حملت شعار “جميعاً من أجل الأفق الحركي الجديد”، حيث خرجت بتوصيات تعبر عن وعي عميق بالتحديات الاجتماعية، أبرزها الدعوة إلى رد الاعتبار للمدرسة العمومية، والنهوض بالتعليم في العالم القروي، مع التركيز على تقوية آليات الحماية الاجتماعية، وتوسيع فرص السكن اللائق. كما تميزت باعتماد خارطة طريق تنظيمية وإعادة هيكلة عدد من اللجان المركزية.
وفي دورة إفران، التي التأمت تحت شعار “شركاء المجتمع شركاء في خدمة الوطن”، برز وضوح الخطاب السياسي وصلابته، حيث خضعت السياسات الحكومية لتقييم موضوعي شمل قطاعات حيوية كالصحة، التعليم، والاقتصاد. وتم التعبير عن موقف الحزب الصريح في الدفاع عن اللغة الأمازيغية كمكون أصيل من الهوية الوطنية، مع التأكيد على استقلالية القرار الحزبي، ووحدة الصف التنظيمي في مواجهة كل محاولات التشويش.
لقد أسست هذه الدورات معالم تحول حقيقي داخل الحزب، بفضل خطاب سياسي مسؤول، ورؤية تنظيمية تنطلق من الميدان، وتستجيب لانتظارات المواطن، بكل التزام وثبات. بحيث تحول المجلس الوطني، بقيادة الأمين العام، إلى عقل الحزب الجماعي ونبضه الحي، بفضل استراتيجية منفتحة تؤمن بالإنصات والتأطير والاشتغال من داخل المجتمع، وتؤسّس لمسار سياسي جديد، واقعي ومسؤول، قوامه ترجمة رؤية الحزب للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، من خلال “البديل الحركي”، الذي يسعى الحزب إلى تقديمه كخيار جديد للمواطنين الباحثين عن تمثيل سياسي يترجم انتظاراتهم .
وفي مايلي برنامج الدورة: