صليحة بجراف ـــــ عدسةـ الشارف
وجه محمد أوزين الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، مساء اليوم السبت بالرباط، رسائل مباشرة للمشوشين على حزب الحركة الشعبية، نافيا أن يكون هناك أي انشقاق في الحزب، قائلا :”لا وجود لأي منشق داخل الحركة الشعبية، شخصيا، لا أعرف أي نائب أو قيادي، أو عضو في المجلس الوطني، أو منتخبا غادر الحزب وذهب إلى تجربة أخرى”، إلا أنه أردف متابعا:” من رغب في التغيير.. الله يسخر”.
ووسط جموع من المناضلات والمناضلين الحركيين، بجهة الرباط ـ سلا ـ القنيطرة، الذين رددوا بصوت واحد شعارات من قبل “حركي راسي مرفوع ..ما مشري ما مبيوع“، استغرب أوزين، ما سماه ب”اختلاس” تسمية الحزب”، متسائلا:” كيف يمكن بناء حزب، والإبداع في الأفكار والبرامج، وهم لم يتمكنوا من الابداع في التسمية”،وتابع بنبرة ساخرة “اعطيو التيساع للحركة الشعبية، وبدعوا شوية”.
وخاطب أوزين الحضور قائلا: “هذا التجمع المبارك جواب كاف على تماسك الحزب”، مسجلا أنه رغم التشويش سيظل حزب الحركة الشعبية قويا بقيمه ومواقفه ومتماسكا ومدافعا عن كرامة المواطن وجيبه وحقوقه.
وأردف أوزين مسترسلا :”جئنا من الهامش إلى المركز لخدمة الهامش، نفخر بتجربتنا، ولدينا الجرأة لانتقاد أخطاء الماضي، ونسعى جميعا لتصحيحها. إيجابياتنا كثيرة، وأخطاؤنا أيضا، ليست قليلة، لكن نعمل بوعي، ونناضل بثبات، ونوحد الصفوف من أجل مغرب ديمقراطي، تنموي، عادل”.
وفي هذا الصدد، جدد القيادي الحركي نقده لــ “الحكومة الاجتماعية” التي لم تفشل في حماية القدرة الشرائية للمواطن فقط، بل إنها تعاني من جفاف في الرؤية والاستباقية في ابتكار الحلول الناجعة”، مشيرا الى أنها خلال السنتين الماضيتين، حملت المواطنين فوق طاقتهم بسب غلاء الأضاحي رغم الدعم الموجه للمستوردين.
وبالمناسبة، جدد أوزين الإشادة بالقرار الملكي الحكيم بعدم ذبح الأضاحي هذه السنة، إلا أنه في المقابل، أكد أن التاريخ سيسجل ان سياسة “حكومة الكفاءات” حرمت المغاربة من إقامة شعيرة الذبح خلال عيد الأضحى، رغم الدعم الموجه لاستيراد القطيع، و”مخطط المغرب الأخضر”، قائلا: “منحنا الدعم واستوردنا الرؤوس؛ ولكن “لا ديالي بقى ولا وجهي تنقى” كما يقول المغاربة.
واسترسل أوزين قائلا: “أهدرنا ملايير الدراهم في مخطط المغرب الأخضر، ولكن كيف سنستطيع أن نحكي للأجيال المقبلة ما حدث معنا وسنتذكر دائما أن الحكومة الكفاءات جعلت العيد يمر بلا ذبح، وجعلت المغربي الوحيد في العالم الاسلامي، الذي لم يستطع إقامة شعيرة الذبح خلال عيد الأضحى”.
أوزين بجرأته المعهودة انتقد فشل الحكومة في التشغيل والاستثمار كما فشلت في إرساء أسس الدولة الاجتماعية.
وارتباطا بقضية الصحراء المغربية، أشاد أوزين بالدبلوماسية الملكية الرزينة والحكيمة، والتي توجت بالاعتراف العديد من الدول مختلف القارات بمغربية الصحراء مما يؤكد تلاشي الطرح الانفصالي.
وبما أن لقاء اليوم، يتزامن مع إعلان نتائج اختبارات الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا برسم دورة يونيو 2025،هنأ أوزين جميع الناجحات والناجحين في امتحانات البكالوريا، متمنيا التوفيق والنجاح للمترشحات والمترشحين المقبلين على اجتياز الدورة الاستدراكية.
يشار إلى اللقاء الجهوي الثاني بعد لقاء جهة درعة تافيلات، الذي تخلله شريط حول كيفية الانخراط في الحزب، تميز بتكريم كل من المناضل الحركي تم تكريم المناضل علي بنعلي، اطال الله في عمره، ابن الجنوب الشرقي، الذي بصم بحضوره، وابتسامته، وعفويته وصدقه شوارع العاصمة وأزقتها ناسجا شعبية متميزة قوامها محبة واحترام، ولأن حبه للرباط كان قويا ولايزال، كما يقال
فبعلي، الذي ركب غمار السياسةأيضا، معانقا الفكر الحركي الأصيل ، من أجل تنمية المدينة، حيث مارس السياسة بقناعات المواطن الغيور وبفعل نبيل، وحاز على ثقة التجار كما نال ثقة الناخبات والناخبين في حسان، الحي النابض للعاصمة.
وعلى امتداد ربع قرن، تولى مسؤوليات في مجلس المدينة، وفي مقاطعة حسان، وفي غرفة التجارة والصناعة والخدمات، وفي مجلس العمالة و مجلس الجهة إلا أن ممارسته للفعل السياسي النبيل، لم ينسيه الهاجس الثقافي، لذلك كان عضوا فاعلا في تنظيم مهرجان موازين، ومهرجان الرباط لسينما المؤلف، علاوة على إشرافه على مهرجان الطفل بحي حسان.
وفي مختلف المحطات التاريخية والمفصلية لحزب الحركية الشعبية، ظل علي بنعلي ذلك الجندي المجهول الذي يحرص على كل صغيرة وكبيرة، لذلك نال تقدير الحركيات والحركيين عبر ربوع المملكة.
وبالمناسبة ذاتها، تم تكريم الراحل الكتاني تعرابت، الذي رأى النور في 01 يناير 1938 بجماعة الصفاصيف التابعة لإقليم الخميسات، ونشأ في بيئة وطنية مشبعة بروح النضال وحب الوطن، حيث انضم إلى حزب الحركة الشعبية سنة 1978، وظل وفيا لمبادئه ومتشبثا بخطه النضالي إلى آخر أيامه. وتقديرا لكفاءته وحنكته، تم انتخابه عضوا بالمجلس الوطني للحزب سنة 1991، حيث ساهم بفعالية في تأطير المناضلين والدفاع عن قضايا العالم القروي وساكنة الخميسات.
كما عرف لقاء الرباط، تدخلات ممثلي أقاليم جهة الرباط – سلا – القنيطرة، الذين جددوا إلتزامهم وانخراطهم في الدينامية التي يعرفها الحزب ورهاناته، معبرين عن اعتزازهم بالدور الذي يضطلع به الحزب بقيادة الأمين العام للحزب، محمد أوزين، ومثمنين مساهمته في عقلنة تدبير الشأن العام، وداعين إلى مزيد من الانخراط الفعّال للحركيات والحركيين داخل المشهد السياسي والمؤسساتي.