Skip links

في يوم دراسي بمجلس النواب.. أوزين :إصلاح التعليم لايختزل في قطاع خدماتي بل كمشروع مجتمعي لبناء الإنسان

صليحة بجراف ـــ عدسة / نوفل

انتقد محمد أوزين الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، اليوم الأربعاء بالرباط، الكيفية التي يتم بها إصلاح معضلة التربية والتعليم في المغرب، قائلا:”لا تزال ترزح تحت ثقل اختلالات بنيوية، مما حول شعارات التعميم والدمقرطة والتجويد مجرد شعارات لا علاقة بها بالواقع المرير”.

وسجل أوزين، في مداخلة خلال اليوم الدراسي، الذي نظمه الفريق الحركي بمجلس النواب حول “تحول السياسات التربوية: أية هيكلة للتدبير العمومي في ظل التحديات المجتمعية الراهنة؟” أن مشكلة التربية والتعليم في المغرب هي قضية بنيوية، كبيرة التأثير على التنمية في مفهومها الشامل.
وأكد أوزين أن الإصلاح الحقيقي المنشود، يتطلب الصراحة والجرأة والاعتراف بفشل الإصلاحات السابقة، والإتفاق والتوافق على أن مسألة التعليم هي قضية وطن لا يجب أن تخضع للتصريف الإيديولوجي، وبأن الحل والبديل الحقيقي يتمثل في مدرسة مغربية تضمن استقرار السياسات التعليمية، في ارتباط وثيق بحاجيات المجتمع وسوق الشغل، مع تعزيز المهارات والكفايات الحياتية والرقمية.

وأضاف أوزين:” صحيح أن الإصلاح، هو العنوان البارز، منذ الإستقلال، فكل عابر يحاول أن يدلي بدلوه في المنظومة، فيما عجلة إصلاح الأزمة، تحولت بمرور الزمن إلى أزمة إصلاح”، مستدلا بتعدد البرامج والمشاريع إلا أن النتيجة واحدة “جعجعة ولا طحين “حسب تعبيرأوزين.

في هذا الصدد، تحدث أوزين عن الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، كبديل لفشل شعار “من أجل مدرسة الإنصاف والجو دة والارتقاء”؛ والقانون الإطار 17.51؛ قائلا :”وهلم جرا، نراكم التجارب ونغير عشوائيا المناهج والمقررات الدراسية في تغييب للمقاربة التشاركية مع ذوي الاختصاص”.

وبالموازاة، تساءل، أوزين الذي هو أيضار نائب رئيس مجلس النواب، عن مصير ونتائج مشاريع من قبيل، تيسير لدعم التمدرس، وبيداغوجيا الإدماج، مسجلا أن النتائج واضحة وضوح الشمس في يوم ربيعي أو صيفيي، مستدلا بارتفاع نسب الهدر المدرسي، خاصة في العالم القروي؛ وتدني مستوى التلاميذ في اللغات والرياضيات حسب تقارير دولية وتفاوت كبير بين جودة التعليم في القطاع العمومي والقطاع الخاص، قائلا:” ماشي كاع المغاربة عندهم الإمكانيات باش يخلصو القراية على أولادهم وبناتهم”.. .

وفي المقابل، لا يرى أوزين عيبا أو نقصا في الاستفادة من تجارب بلدان نجحت في جعل التعليم مفتاحا أساسيا للتنمية، مشيرا إلى التجربة الرواندية التي انتقلت من وضعية الخراب إلى بناء الإنسان، متجاوزة مخلفات حرب طاحنة وإبادة جماعية انهار بسببها التعليم الذي أهل البلاد لتصبح نموذجا قاريا واعدا في سرعة التنمية، وكذا تجربة سنغافورة التي جعلت من المدرسة محركا حقيقيا للنهضة الاقتصادية، بتبني خيار الاستثمار في الإنسان كمفتاح للتنمية. واليوم تتصدر سنغافورة ترتيب اختبارات البرنامج الدولي لتقييم الطلبة PISA في القراءة والرياضيات والعلوم، مؤكدا أن بلادنا أيضا تمتلك المقوم الأساسي للنجاح في كل الأوراش، الذي هو الاستقرار السياسي والرؤية الملكية الاستراتيجية.

وخلص أوزين إلى التأكيد على ضرورة إصلاح قطاع التعليم ليس باختزاله في مجرد كونه قطاع خدماتيا، بمعنى يسدي خدمة إيواء الأولاد والبنات لفترة يومية دون أي افق، بل كمشروع مجتمعي لبناء الإنسان، وهذا لن يتحقق إلا بإرادة سياسية حقيقية تقطع مع الارتجال في التطبيق والبرمجة والتخطيط، وأسلوب الإصلاحات الظرفية، حتى نعيد للمدرسة المغربية اعتبارها كرافعة أساسية للتنمية والتقدم والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين الجميع، حسب أمين عام حزب الحركة الشعبية.

يذكر أن أشغال افتتاح اللقاء الدراسي، الذي يأتي في سياق التغيرات المجتمعية السريعة التي تتسم بالحول الرقمي والضغوطات الميزانياتية والفوارق المجالية واكراهات الادماج، وحضره عزز الدين المداوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وراشيد الطالبي العالمي رئيس مجلس النواب إلى جانب ثلة من الخبراء والأساتذة الجامعيين المغاربة والأجانب والطلبة ونواب برلمانيين فضلا عن فعاليات نقابية ومدنية، افتتحه إدريس السنتيسي رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب بكلمة ترحيبية، أكد فيها أن هذا اليوم الدراسي يأتي في إطار سلسله من اللقاءات العلمية النوعية التي ينظمها الفريق الحركي بمجلس النواب ايمانا منه بأهمية الانفتاح على جميع مكونات المجتمع كرافعه اساسيه في تجويد العمل التشريعي.

ويهدف اللقاء العلمي والمؤسساتي، الذي نظمه الفريق الحركي بشراكة مع جامعة محمد الخامس بالرباط ومؤسسات جامعية دولية، الى مناقشة ديناميات الاصلاح التربوي المعاصر من خلال أربع محاورأساسية، هي، المحور الأول يتناول “تحولات تدبير الشأن العام من نموذج الإدارة العمومية الجديدة إلى صيغ أكثر تعاونا وتكيفا مع التحولات، والمحور الثاني، الذي يرتكز على “تحولات التعليم العالي في أروبا، من خلال قراءة نقدية لمسار Bologne ونظريته الحالية، مرورا بالمحور الثالث، الذي ركز حول ” حكامة وتوجيه وإرادة المنظومة التربوية في المغرب، بين التمركز الاستراتيجي واللا مركزية الميدانية”، ثم المحور الرابع، الذي تناول “مشاركة الفاعلين التربويين والسعي نحو العدالة الاجتماعية :استشراف بناء نموذج أكثر شمولا لتدبير الشأن العام التربوي”.
وخلص اللقاء العلمي والمؤسساتي إلى تقديم عدة توصيات من شأنها أن تكون الركيزة الأساسية لانطلاق عجلة الإصلاح الحقيقي لمنظمومة التربية والتعليم.

Leave a comment