الأخ الأعرج: الوزارة تعمل وقف رؤية شمولية لمواصلة سياسة القرب الثقافي
الرباط/ صليحة بجراف
استأثرت إشكاليات” التوزيع العادل للدعم العمومي على مختلف جهات المملكة “و”ضعف التغطية الترابية في مجال البنيات التحيةو الثقافية”و” البرامج التلفزية المخصصة للطفولة والشباب باهتمام الفرق البرلمانية بمجلس النواب أمس الإثنين، حيث انصبت جل الأسئلة الشفوية الموجه للاخ محمد الأعرج وزير الثقافة والإتصال في هذا الإتجاه، فكانت الإجابة كما يلي:
مراجعة منظومة الدعم
أعلن الأخ محمد الأعرج وزير الثقافة والإتصال أمس الإثنين بالبرلمان أن الوزارة مقبلة على مراجعة منظومة الدعم بالاستناد إلى قراءة واقعية وموضوعية للحصيلة والنتائج.
وبعد أن أكد الأخ الأعرج في معرض رده على سؤال شفوي يتعلقب ” التوزيع العادل للدعم العمومي على مختلف جهات المملكة “، تقدم به فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب،أن الدعم الذي تمنحه وزارة الثقافة والاتصال لفائدة المشاريع الثقافية والفنية يخضع لمقتضيات قانونية وتنظيمية، قال إن الأمر يحدد وقف دفاتر التحملات،و الأهداف والمستفيدين ونوعية المشاريع وشروط الترشح ومكونات ملف طلب الدعم والمبالغ المخصصة وطرق صرفها والأسقف وآجال إيداع الملفات.
وأضاف المسؤول الحكومي ” بالفعل، غالبا ما تعكس نتائج الدعم عدم التوازن في توزيع الاعتمادات بين الجهات وبين المدن، لكن هذا التفاوت يبقى نتيجة لواقع موضوعي يتمثل في عدم التوازن بين جهات المملكة في تمركز واستقرار الجمعيات والفنانين وأصحاب المشاريع، مشيرا إلى أن أغلب الفعاليات تستقر في محور الدار البيضاء- القنيطرة. ويسري هذا الواقع على سائر القطاعات سواء الديموغرافية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الفنية أو غيرها.
وتابع الأخ الأعرج أنه في نفس السياق يلاحظ تمركز أغلب البنيات التحتية ( المسارح- قاعات العروض- الأروقة- المراكز الثقافية…. ) والتجهيزات التقنية ( الاستوديوهات- شركات الإنتاج والتسويق- وكالات الترويج…. ) و الكفاءات ( الأجواق- المجموعات الفنية- المهرجانات…)، في مدينة الدار البيضاء، تليها مدينة الرباط مما يستتبع أن الاحتكام إلى معايير موضوعية و نزيهة، مثل الجودة و الكفاءة والتميزتقود غالبا إلى نتائج تعكس عدم التوازن المذكور، مشيرا إلى أنه يرتب عن ذلك، في مجال دعم الجمعيات والمهرجانات مثلا، ورود كم هائل من طلبات مشاريع من الجهات المذكورة، ومن طرف جمعيات تتميز عادة بالمهنية والخبرة والجودة في عرض الملفات وفي ضبط وضعيتها المالية والمحاسبتية مع رصد توثيقي لأنشطتها بالصور والدعامات الإعلامية.
وبعد أن أكد الأخ الأعرج أنه لمعالجة هذا الوضع، اعتمدت الوزارة سياسة القرب والتدخل عبر مصالح المديريات الجهوية والمديريات الإقليمية، وكذا من خلال اعتماد التمييز الإيجابي لفائدة المناطق البعيدة. إلا أن قلة أو انعدام طلبات مرشحة من بعض المناطق يجعل هذه الأخيرة لا تبرز ضمن لائحة الجهات المستفيدة، أشار إلى أن العديد من الجمعيات المتمركزة في محور الرباط والدار البيضاء، هي جمعيات وطنية تتواجد مقراتها في المدينتين، ولكن مجال اشتغالها يمتد إلى جهات أخرى من المملكة، مذكرا منها على سبيل المثال اتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر والاوركسترا الفيلارمونية وغيرها من الجمعيات.
مواصلة سياسة القرب الثقافي
وبخصوص جوابه على سؤال حول ” ضعف التغطية الترابية في مجال البنيات التحية الثقافية”، تقدم به فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، قال الأخ الأعرج، إن الوزارة تناقش حاليا المخطط التنفيذي لقطاع الثقافة، الذي يشكل خط أشتغالها في السنوات المقبلة، مضيفا أن هذا المخطط يروم تثمين المكتسبات التي تحققت وتجاوز الإكراهات والصعوبات، مع توفير شروط تعزيز دور الثقافة كعنصر أساسي من عناصر التنمية المستدامة. وتابع الوزير أن المخطط يرتكز على عدد من المحاور من بينها مواصلة سياسة القرب الثقافي حيث تم تسطير برنامج لتوفير البنيات الثقافية الأساسية وتوزيعها بشكل عادل على المجال الترابي، بشراكة مع الجماعات الترابية والقطاعات الحكومية والقطاع الخاص، يتمحور بالأساس حول مواصلة الإحداث التدريجي للبنيات الثقافية الأساسية، والانخراط في “سياسة المدينة” التي تبلورها وزارة الإسكان والتعمير وسياسة المدينة، وتفعيل البرنامج الوطني المشترك للتجهيز الثقافي.
إخراج قناة للأسرة والطفل وأخرى وثائقية
وفي معرض رده على سؤال شفوي حول “البرامج التلفزية المخصصة للطفولة والشباب” تقدم به الفريق الاشتراكي بمجلس النواب،أعلن الأخ الأعرج ، أنه يتم الاشتغال حاليا، وفق رؤية شمولية لإخراج قناة للأسرة والطفل، قائلا إن الأمر سيكون من المكتسبات المهمة بالنسبة للأسرة المغربية، مضيفا أنه يتم أيضا القيام بدراسة لإخراج قناة وثائقية، خاصة وأن هناك برامج مهمة في القنوات العمومية تخصص للطفولة والشباب. وأبرزالوزيرأيضا أنه يتم الاشتغال على ترسانة قانونية وعلى دفتر للتحملات مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة (صورياد – القناة الثانية)،قائلا:” سيتم إيلاء أولوية وأهمية للشباب في ميدان الإعلام العمومي في إطار العقد المستقبلي”.