هدية للوطن
حبب الدين الإسلامي الحنيف تبادل الناس للهدايا، لأنها تجلب الود والمحبة بين الناس، وهو المغزى من الحديث النبوي الشريف “تهادوا تحابوا”. ولا تقتصر الهدايا على الأشياء المادية، بل يتسع مجالها ليشمل ما هو رمزي ولا يقدر بثمن.
الكلمة الطيبة هدية، وتحقيق البهجة للآخرين هدية، وإسداء خدمة للأوطان ولمن يرعاها ويصون حماها هدية، والقائمة طويلة.
على ذكر هذا الموضوع، أستحضر بكبير التأثر، الإنجازات العظيمة التي حققها ويحققها رياضيون مغاربة في المحافل القارية والعالمية، في غالب الأحيان بفضل مجهوداتهم الذاتية ودون أي دعم من القطاع أو الجامعات الوصية. ففي لحظة الانتصار والتتويج، تنهمر دموع هؤلاء الأبطال فرحا وهم يرون الراية المغربية ترفرف خفاقة في الأعالي وتشدو ألسنتهم ب “منبت الأحرار”، وفي تصريحاتهم الصحفية العفوية والتلقائية، يهدون، بعد البسملة، الفوز إلى جلالة الملك وإلى الشعب المغربي، أي إلى الوطن.
أمنية تسكنني وأرجو أن تتحقق في ميدان السياسية. هي ليست بالصعبة أو المستحيلة، بل تتطلب فقط إصغاء واستحضارا جماعيين لمختلف الإشارات القوية التي فتحت بها الخطب الملكية، منذ 12 سنة، وقبل وبعد 9 مارس 2011، آفاق واسعة لكي ينعم الإنسان المغربي بمزيد من الحرية والكرامة ولكي تصل التنمية إلى كل شبر منسي في ربوع البلاد.
أمنيتي أن يستفيق المغاربة صبيحة ما بعد 25 نونبر وهم متشوقون إلى إهداء الانتصار الديمقراطي، على شاكلة أبطالنا الرياضيين، إلى كبير العائلة المغربية وإلى الوطن.
لايزال متسع من الوقت لتجهيز هذه الهدية وترصيع علبتها بمرشحين أكفاء، برامج انتخابية واقعية وخطاب صادق، حملة نزيهة، مشاركة مكثفة للناخبين مع تحكيم الضمائر لاختيار من يمثلهم، وما ذلك بعزيز على الوطن.
محمد مشهوري