الأخبار

نزيل المرادية !

محمد مشهوري:

خلال إحدى نشرات الأخبار بالتلفزيون الجزائري، ليلة أول من أمس، استعملت المذيعة عبارة "نزيل المرادية"، كناية عن المرشح الذي سيفوز برئاسيات يوم 17 من أبريل الجاري.

المعروف أن كلمة "نزيل" مرتبطة بالفنادق أو الملاجئ الخيرية أو المستشفيات، وبالتالي فإن الاستعارة في هذا الباب صحيحة، مادامت كل التكهنات تفيد بأن قصر المرادية سيتحول خلال الولاية الرئاسية الجديدة إلى قسم للإنعاش.
الشعب الجزائري مسكين "ما عندو زهر"، إذ سيحكم عليه بأن يعيش ردحا من الزمن تحت رحمة رئيس مبني للمجهول، سيما وأن المرشح الأوفر حظا غائب عن الحملة، بعد أن شكل المتحكمون في الجزائر "مجلس وصاية" يضم من بين أعضائه السلال وأويحيي، ينوب عن الرئيس العائد حتما ولو على نقالة.
لقد كان حريا بالحكام الحقيقيين في الجارة الشرقية أن يرأفوا بالرجل ويكرموه عوض جعله موضوعا للتندر والبهدلة وهو في أرذل العمر.
لقد تغير العالم، وحدها الجزائر تريد الحفاظ على طابعها الخاص جدا، لا ديمقراطية مخالفة لإرادة الجنرالات.. لا انفتاح على العالم المتحضر، فمليارات عائدات الغاز الطبيعي تكفي لضمان "شبع" النخبة العسكرية ومن يدور في فلكها، أما الشعب المسكين فتكفيه معجنات "الماقارون" و"الشمة" تحت اللسان لكي يدرك أنه 'ما عندو راي".
ولأن مارستان المرادية لا يستقيم بدون "خصم" على هوى دونكيشوت، فإن المغرب سيظل دائما في مخيلة حكام الجزائر الشماعة التي تعلق عليها كل مشاكل البلد.
كثير ما يقال في الموضوع… "الله يعغو" والسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى