الأخبار

نزلة برد.. هيهات منها الصقيع !

محمد مشهوري:

قدر الإنسان عجز أمام كل الظواهر الطبيعية، فلا هو بمتحمل للحر الشديد ولا هو بقادر على مجابهة البرد اللافح، وليس بوسعه سوى الشكوى.
هذا العام، وعلى الرغم من أن الأعوام تكاد تتشابه، عرفنا موجة برد غير مسبوقة، مع ما رافقها من انتشار واسع لحالات الزكام، لم ينفع معها مضاد حيوي ولا نصائح العشابين ولا وصفات الجدات.

ففي عاصمة البلاد القريبة من "دفء" البحر، لا تسمع سوى نوبات السعال ولا ترى غير وجوه ذابلة منهكة من فرض "النزلة" أو "المنزلة" كما هو دارج عندنا، فترى ما هو حال مواطنينا في قمم الجبال، حيث تتحامل عليهم قسوة الطبيعة مع العزلة وغياب المسالك والمرافق الصحية؟
الأخبار القادمة من أكثر من منطقة نائية، تعكس معاناة مغاربة ذنبهم الوحيد أنهم يقيمون في من أرادت لها سياسات التنمية أن يظل في خانة "المغرب غير النافع".
لقد خففت التدابير التي قامت بها الدولة، بناء على تعليمات ملكية سامية، من معاناة عدد من المناطق النائية، لكن تظل مسؤولية قطاعات حكومية وهيئات منتخبة قائمة على المدى المنظور المتواصل، فمن حسن التدبير أن نضع في الحسبان أن الفصول تتواتر، وبأن مواجهة لغة الطبيعة لا تتم قبل فوات الأوان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى