الأخبار

منطلق محاربة الفساد

محمد مشهوري

لا يجادل سوى جاحد في كون استشراء الفساد في مختلف أوصال المجتمع هو سبب الآفات التي نعيشها وندفع ثمنها غاليا كل يوم. كما لا يمكن لأي إنسان غيور على مصلحة البلاد والعباد إلا أن ينشرح صدره ويرتاح عقله وفؤاده كلما طالت يد الإصلاح بؤر الفساد والمفسدين. لكن هل يكفي هذا؟
في اعتقاد العبد المتواضع لله، تتطلب المحاربة الحقيقية للفساد الشروع في تقويم الذات وتغيير العقلية المهيمنة عليها، ففي أحيان وحالات عدة، يخيل للمرء أن الفساد أصبح يسكن جيناتنا.
قبل أن نوجه أصابع الاتهام إلى غيرنا، علينا أن نحاسب أنفسنا ونتساءل عن احتمال مساهمتنا بطريقة لا إرادية في التمهيد للفساد.
من منا لم يستوقفه شرطي المرور ذات يوم بسبب ارتكاب مخالفة، وعوض دفع الغرامة أو الاعتذار للشرطي مع التعهد بالانتباه، أخرج هاتفه المحمول للاتصال مع شخصية نافذة؟
من منا لم يحاول إرشاء ممرضة في مستشفى عمومي أو موظفا في إدارة من أجل تسريع الاستفادة من خدمة؟
من منا سمع بغش أبنائه في الامتحانات و بادر إلى رفض نجاح ابنه عن طريق الغش؟
من منا لم يصوت في الانتخابات لشخص تربطه به علاقة قرابة أو مصلحة، مفضلا تحكيم الضمير على العاطفة والشعور؟
تتناسل الأسئلة إلى ما لا نهاية، وتفرض علينا أن نطهر ذواتنا ونحارب الأنا،وألا ننتقي في محاربة الفساد بناء على ما حكم به الهوى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى