الأخبار

مشروع دستور… إرادة ملك وشعب

يعيش المغرب هذه الأيام أجواء فرحة وحماس وطنيين، تذكرنا بما عرفه المغرب من نشوة بعد حصوله على الاستقلال وعودة الملك الشرعي المجاهد محمد الخامس من منفاه السحيق، حاملا بشارة الحرية لشعبه الذي فضل في سبيله حياة الإبعاد بعد أن وضعته الإقامة العامة الفرنسية أمام خيارين: إما التنكر لشعبه أو النفي، فكان أن فضل الخيار الثاني بالاصطفاف إلى جانب شعبه.
اليوم، يعيش مغاربة بداية الألفية الثالثة، ملحمة أخرى، سمتها التعاقد الجديد بين العرش والشعب، إذ هب الشعب المغربي قاطبة، إلى الشوارع مباشرة بعد الخطاب الملكي الجمعة الماضية، ابتهاجا بتجاوب حفيد محرر البلاد ونجل موحدها مع تطلعات المغاربة إلى حياة الكرامة والمساواة وسمو القانون.
ولم يكن الموقف الديمقراطي المستند إلى مفهوم المواطنة، مفاجئا، لأننا عهدنا في جلالة الملك محمد السادس، منذ توليه العرش، شيم الصدق والقرب من مواطنيه، قولا و ممارسة، من تفقده الميداني لأحوالهم في كل المناطق، بوتيرة مسترسلة على امتداد ما يزيد عن عقد من الزمن.
وما مشروع المراجعة الدستورية وخطاب الجمعة التاريخي، سوى تعبير قانوني عن إرادة مشتركة تحدو الملك والشعب، منذ تولى الملك محمد السادس مقاليد الحكم.
والشعب إذ يستعد للتعامل إيجابيا مع المشروع، يمارس قرارا سياديا بكل حرية، وليس هنالك في العالم ثمة شعب نبيه يعارض دستورا تستمد فيه منه السلطات.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى